"تعمدت نخبة الشيوخ في الحكومة المؤقتة والهيئة العليا لحماية اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي اقصاء الشباب وتغييبه عن المشهد والقرارالسياسي في تونس" على حد تعبير عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد الذي بين ان الشباب اثبت جدارته باحتلال المقاعد المتقدمة في المشهد السياسي رغم اقصائه من المشاركة السياسية طيلة عقود مضت. واكد الهاني ان الشباب منح لما اسماه بنخبة الشيوخ الحرية السياسية لكنها انقلبت على انجازاته ونصبت نفسها وصية عليه وصاحبة القرار. واستند فيما ذهب اليه الى ما اعتبره اقصاء متعمدا للشباب في نقاشات الهيئة العليا التي قال عنها: «ان الطابع الايديولوجي غلب عليها وحرص كل طرف فيها على تسجيل نقاط سياسوية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا وتأمين الانتقال الديمقراطي خصوصا في ظل توجهها الى التجاذبات السياسوية بين التيارالاسلامي واللائكي». التناصف لصالح الشباب واكد رئيس حزب المجد ان «الحنكة السياسية غابت لدى رموز الحركة السياسية في تونس عندما وافقوا على قانون يقصي الشباب من المشهد السياسي واتخاذ القرار» معتبرا ان الحكومة الى اليوم لم تبد استعدادا لتشجيع الشباب على المشاركة السياسية «باستثناء بعض العروض الفولكلورية لعدد من الوزراء» داعيا الوزيرالاول في الحكومة المؤقتة الى التقاء بالشباب وفتح حوارمعهم والاستماع الى مشاغلهم. واعتبرالهاني ان الحكومة المؤقتة والهيئة العليا حافظتا على ذات اليات التهميش التي اعتمدها بن علي في خطابه السياسي للشباب وقال: «كان عليهما ان يوليا اهتماما كبيرا لمبدإ التناصف بين الكهول والشباب ويتم فرضه بالقانون على غرار مبدأ التناصف بين النساء والرجال اضافة الى النزول بسن الترشح الى 23 سنة عقب النزول بسن الاقتراع من 21 الى 18 سنة». الحنكة السياسية موجودة من جانبه اعتبر محمد العياري الامين العام لحزب اللقاء الشبابي الحر ان الهيئة العليا ادعت ان الشباب غير قادر على التعاطي مع الشأن السياسي في وقت بان فيه بالكاشف على حد تعبيره ان الشباب هو صاحب الفضل على ثلة الشيوخ الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشباب والثورة، واكد محدثنا ان الشباب الذي اسقط احدى اكبر قلاع الدكتاتورية في العالم من اجل حقه في المشاركة في تقرير مصيره والشغل والكرامة لن تصمد امام ارادته قوى منصبة لا تتمتع باي شرعية خصوصا انها تتعمد مواصلة سياسة الاقصاء التي اتبعها بن علي وفلوله. وبين العياري ان الشباب قادر على صياغة برنامج مجتمعي مستقبلي يؤسس لاستقرار اجتماعي وسياسي ويجنب البلاد متاهات الاختلافات الايديولوجية السياسوية الضيقة. وارجأ امين عام حزب اللقاء الشبابي الحرما اعتبره سياسة تهميش الشباب التي اتبعتها الهيئة المنصبة والحكومة الانتقالية على حد تعبيره الى تخوف السياسيين من طبيعة الشباب الذي لا يفاوض ولا يتنازل عن مطالبه وقناعاته اذ انه واقعي ويبحث عن الخروج بحلول عملية تطوق جيوب الفقر والبطالة وتدعم استقلال القرار السياسي الوطني. وانتقد العياري اتجاهات الرأي في الهيئة العليا والحكومة المؤقتة التي اعتبرت ان الحنكة السياسية تغيب عن الشباب فقال: «من الذي يمتلك الحنكة، هل يمتلكها من ازاح الدكتاتورية ام من سكت ورزح تحت وطأتها وساهم في دق اوتادها لتعمّر في بلادنا عقودا؟ واضاف قوله : «على الهيئة العليا والحكومة المؤقتة وكل الاحزاب القديمة ان تعترف بحق الشباب في تقرير مصيره خصوصا في ظل وعيه بأن اللعبة السياسية التي تحاك الآن ستكون امتدادا لسياسة بن علي البائدة». وحذر في السياق ذاته من ان ثورة الشباب لن تتوقف اذا لم يشارك في صنع القرار الذي ثار من اجله. الشباب هو الاقدر على صياغة المستقبل واعتبر الصحبي مختاري امين عام حزب حركة شباب تونس الاحراران الشباب هو الاقدر على صياغة مستقبل تونس السياسي والمجتمعي، واكد في هذا الخصوص ان حزبه يرفض اقصاء الشباب من تقرير مستقبله وانتقد صمت الحكومة المؤقتة حيال ما تضمنه مشروع قانون انتخابات المجلس التأسيسي من بنود رسخت سياسة الاقصاء واعطاء الاولوية المفرطة للشيوخ لادارة مستقبل بلد يمثل فيه الشباب اكثر من ثلاثة ارباع عدد السّكان. وبين ان الشباب اكتسب جانبا من الحنكة السياسية ويقبل اليوم بكثافة على العمل السياسي مطالبا في ذات السياق باقرار مبدإ المناصفة في القائمات الانتخابية بين الكهول والشباب. وفي الوقت الذي اكد فيه الشاب حضوره في المشهد السياسي الوطني تعمدت نخبة السياسويين على حد تعبيره مواصلة وفائها لسياسة التهميش التي انتهجها بن علي وباركتها هذه النخبة طيلة عقود. وقال «ان الحكومة ضحكت على ضقون الشباب ب 200 دينار وداست على دمائه واقصته من تقرير مصيره وضايغة مستقبله». ودعى الشباب الى المشاركة بكثافة في انتخابات المجلس التأسيسي المقبل من اجل ان يكون مصيرهم بايديهم داعيا كل الاحزاب الشبابية الى عدم مقاطعة الانتخابات وتكثيث الجهود والتنظم في جبهة شبابية بما يتيح للشباب فرصة تقرير مصيره من خلال الدستور المرتقب.