يعكف تلاميذ السنوات الأولى ثانوي هذه الفترة على تعمير استمارة التوجيه المدرسي لتحديد اختيارهم من بين باقة الشعب المقترحة عليهم وتفرعاتها القادمة. وبالنظر لأهمية عملية الاختيار في تشكيل وتحديد المسار الدراسي للتلميذ وباعتبار كذلك الحاجة المؤكدة لمرافقة التلميذ وإرشاده إلى أنسب المسالك الدراسية في بعدها الشامل وبمختلف مستوياتها أطلقت وزارة التربية موقع واب حول التوجيه المدرسي تحت عنوان www.tawjih.tn وتتمثل أبرز أهداف الموقع التفاعلي والإرشادي الجديد بالنسبة للتلاميذ في وضع معلومات دقيقة ومحينة على ذمتهم تكون في آن واحد في متناول أوليائهم للاستعلام حول عمليات التوجيه وآلياته ,إلى جانب مرافقة التلميذ وتربيته على الاختيار الأنسب لمؤهلاته الدراسية . ويحتوي الموقع على عديد المكونات والأركان منها ركن الاتصال بالمرشد في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي وركن المنتدى والتفاعل إضافة إلى التواصل والمرافقة والإعلام .كما يتضمن الموقع أركانا خاصة بكل زائر معني بالإبحار في هذا المجال من مرشدين وأولياء وإدارة ومربين... موفرا المعلومة والإجابة الدقيقة لتساؤلات التلاميذ واستفساراتهم عبر ربط الصلة بين الطرفين ومساعدة الشاب على الاختيار ليكون بمثابة فضاء التحاور وتبادل الأفكار بين الجميع. وسيطلع الزائر عند زيارة الموقع على زخم المعطيات والأركان التي تؤثثه ما يجعل منه علاوة على وظيفته الخدماتية فضاء تفاعليا وديناميكيا . ومادام المجال في هذه المساحة يتعلق بالتوجيه المدرسي نورد بعض الملاحظات والمقترحات التي وصلتنا من بعض الأولياء تتعلق في جانب منها بمزيد دعم الإعلام والإرشاد داخل المؤسسة التعليمية والحرص على حضور الأولياء حلقات الحوار ليكونوا على بيّنة من شتى المستجدات. ومنها أيضا ما يتعلق بأصناف مسالك التوجيه المقترحة وعلاقتها بالمنهج التربوي المعتمد من ذلك أنه رغم غياب مادة الإعلامية عن جدول المواد المدرّسة بالسنة الأولى ثانوي تمثل الإعلامية أحد المسالك المقترحة في عملية التوجيه ويطرح السؤال هنا عن سبب تغييب هذه المادة بعد أن تمت دراستها طوال المرحلة الإعدادية؟ في سياق متصل حدثتنا إحدى السيدات عن غياب شعبة الإعلامية في بعض الثانويات النموذجية رغم أنها تدرّس كمادة مستقلة بذاتها داعية إلى تعميمها على جميع معاهد النخبة. كذلك الشأن بالنسبة لشعبة الآداب التي تغيب كليا ب" النموذجيات"كشعبة أو مسلك مستقل بذاته حسب المتحدثة التي تؤمن بأهمية هذه الشعبة في دعم وصقل مكتسبات التلاميذ وتمتين تكوينهم اللغوي والأدبي عموما علاوة على كونها أداة مثرية للتواصل وللتفكير مشيرة إلى أنّ عددا من تلاميذ هذه المعاهد لهم ميولات أدبية- رغم تميزهم في بقية المجالات العلمية- يريدون دعمها بمتابعة الدراسة في شعبة آداب واجتياز امتحان الباكالوريا في هذا المجال الدراسي لكن غيابها بالمؤسسات النموذجية يحرمهم منها إذ يتعين عليهم مغادرتها نحو المعاهد العادية لتحقيق رغبتهم مقترحة في هذا الصدد إدراجها ضمن مسالك الاختيار المتوفرة في عملية التوجيه المدرسي لتمكين التلاميذ من فرص متساوية في اختيار التوجيه الأنسب لهم وفي ذلك رد اعتبار لهذه الشعبة وانتشالها من التهميش. إنه بقدر حاجتنا لنخب قادرة على الإنتاج العلمي والإبداع التكنولوجي نحن في حاجة دائمة لعقول تعرف كيف تفكر وتتواصل مع الآخربكل سلاسة لتبليغ مشروعها العلمي .