أين أغاني في التلفزة ..؟ أين نعمة في حنبعل ونسمة وفي الراديو أنا لا استمع إلى أغاني عندكم وانتم - متوجهة للصحافة المكتوبة أين نعمة في جرائدكم هكذا ردت السيدة نعمة على أسئلة الصحافيين الذين هبوا لاستقبالها وهي تتخطى عتبة فضاء العرض بدار الثقافة ابن رشيق حيث أقيمت أول أمس الأربعاء أربعينية فقيد الأغنية التونسية وسفيرها الراحل احمد حمزة. هناك توافد المغنون أفرادا وجماعات من كل الأجيال تقريبا يحتضنون بعضهم البعض ويتبادلون الذكريات ويترحمون على احمد حمزة في الخفاء والعلن ولعل لسان حالهم يقول:» أصبحنا لا نجتمع إلا في المآتم والأربعينيات". هذه الأربعينية التي حضرها وزير الثقافة السيد عز الدين باش شاوش وقدم خلالها التعازي لعائلة الفقيد القريبة (أفراد عائلته) والموسعة (مثقفي تونس وفنانيها والمغنين خاصة ) وألقى فيها كلمة عدّد فيها مناقب الفقيد وإخلاصه لفنه ووطنه وتبليغه لرسالته باعتبار انه كان سفيرنا في البلدان الأجنبية والعربية, انطلقت بتلاوة مباركة من القرآن الكريم للقارئ الشيخ أحمد جلمام تلاه شريط وثائقي عن مسيرة الفقيد احمد حمزة الفنية وشهادات بصوته شفعت بشهادات لأصدقائه بعضها جاءت في شريط صورته قناة حنبعل في موكب تشييع جنازته وبعضها الآخر كانت شهادات حية استعرض خلالها كل من رضا الخويني ، نعمة ، الهادي القلال، قاسم الكافي، محمد احمد، صفوة، سلاف، مبروك التريكي صاحب أغنية «لعب الكورة»والطاهر المليجي وعبد المجيد الساحلي و مقداد السهيلي الكاتب العام للنقابة التونسية للمهن الموسيقية الذي أكد على أن الفقيد : "تجربة موسيقية وفنية ثرية ومتنوعة نتمنى أن يلتفت إليها أهل الاختصاص لوضعها تحت مجهر البحث والدراسة فتنتفع بها الأجيال القادمة." مغني صفاقس...مرة أخرى كما تولى الزميل خالد بن فقير قراءة نص نيابة عن السيد الحبيب بلعيد الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية ذكر فيه بحرص احمد حمزة على استقطاب الأصوات الشابة وتطعيمه الدائم للساحة الغنائية بهم وتشبثه بأصالته الفنية وبلونه التونسي رغم بعض اللمسات الشرقية الخفيفة التي طبعت رغبته في التعاون مع بعض الملحنين العرب. وشدد عبد اللطيف العايدي خلال شهادته على ضرورة الالتفات إلى مغني صفاقس ومزيد العمل على إذاعة أغانيهم في الإذاعة الوطنية وبقية الإذاعات والسعي إلى عرض إنتاجهم في الفضائيات لأنه حق. استعدت الوزارة لأربعينية احمد حمزة وأرادت أن تكرمه بكتاب اعد مادته الشاعر الغنائي رضا الخويني بتنسيق ومتابعة المندوبية الجهوية للثقافة بتونس تضمن السيرة الذاتية لسفير الأغنية التونسية الفنان الراحل احمد حمزة الذي ولد يوم 14 ديسمبر 1930 بصفاقس ونشأ في بيت يتعاطى الفن. بدأ عازفا في فرقة وناس كريم ثم في فرقة محمد علولو إلى أن تنبه له المرحوم على الرياحي وضمه إلى فرقته كعازف عود وبعد تونسة الإذاعة انتمى سنة 1957 إلى فرقة المحطة . وقد لحن لكل من علية ولنعمة ولصفوة ولقاسم الكافي شهلولة ( ثم غناها بنفسه) ولمبروك التريكي ولتوفيق بوعزيز وتوقف الخويني كثيرا في شهادته الحية عند مشاركة الفنان احمد حمزة لعبد الحليم حافظ حفل قصر المؤتمرات بباريس سنة 1974 عندها رفض سفير الأغنية التونسية ان ترافقه في وصلته الغنائية الفرقة الماسية المصرية نخوة واعتزازا بالموسيقيين التونسيين وبالمايستروعبد الحميد بلعلجية وقد عرفت فقرته الغنائية قبولا جعل الراحل عبد الحليم حافظ يصر على أن يعود إلى الركح وينهي الحفل بنفسه حتي يكون هو آخر من يتذكره الجمهور في ذاك الحفل الناجح. أحمد حمزة في السينما الأمريكية كما ذكر بأنه كان منافسا قويا لعبد الهادي بالخياط ولعبد الوهاب الدوكالي وبأنه شارك في ثلاثة أشرطة سينمائية طويلة هي «أسرار الخيام السوداء «( امريكي بريطاني ) وشريط « سيلينا» وشريط «الفجر» للمخرج التونسي عمارالخليفي وتوفي يوم 15 مارس 2011 تاركا لتونس حوالي 500 أغنية من ألحانه موزعة بين إذاعات وتلفزات واسطوانات وأشرطة فيديو في تونس وخارجها. كما تضمنت الأربعينية فقرة غنائية كلها من الحان الراحل أو أغانيه تداولت على ادائها كل من زهيرة سالم وسلاف قاسم الكافي الشاذلي الحاجي صفوة عبد السلام النقاطي مبروك التريكي وعماد عزيز اغان تفاعل معها الجمهور واكتشفها بعض التلاميذ كصابر عرعار الذي صرح للصباح بأنه وجيله لا يتحملون مسؤولية عدم معرفتهم لأحمد حمزة ولمغني جيله واكتشافهم المتأخر بان للراحل أغان خفيفة ترقى لمستوى ذائقتهم وتطربهم وترقصهم وتصلح كرنات لهواتفهم لان التلفزة لا تبث أغانيهم ولا تستضيفهم إلا نادرا كما ان الإذاعات الجديدة لا تروج ألا الأغاني الجديدة وخاصة منها أغاني اللبنانيين وهذه الأيام مغني الراب والغناء الملتزم .