*ليس من العجيب أن تسمع، وأنت تجوب شوارع تونس، بل وقراها وقد تكون أريافها، سبّ الجلالة ولكن في ذات اللحظة تسمع ذات المخطئ يقسم قسما صادقا بالله عز وجل ولك أن تعجب: ذات اللسان يؤتي النقيضين والثابت يقينا إنه يؤمن ولكن فساد اللسان وغفلة عن عمق الإيمان تفسد السماع وتصمّ الأذان... ولكن المفزع حقا أن يصدر هذا الصنيع عن مرب وداخل فصله وأمام منظوريه من أبناء وبنات تونس... أيها المربي انتبه فأنت مؤتمن على تربية أبناء تونس الغد وأنت ملزم أخلاقيا وأدبيا بأصول التربية... أنت تقوّم الفكر تاريخيا ولغة وعلوما وآدابا... تلك مهمتك وأمانتك... هذا عهد التربية وموثقا أخذ منك يوم أمضيت وثيقة انتدابك لمهمة التربية بمؤسساتنا الوطنية... كن كالأجنبي في أقل الحالات... درّسونا وما أخطأ واحد منهم يوما وسبّ الجلالة ولا شهداءنا... إنهم يحترفون التعليم والمهن لها أسسها. انظر الجندي لا يجهز على الجريح ولا يطلق النار على الأعزل ولا يعتدي على المدني... كن مدنيا وكف لسانك واعتن ببناء المعرفة. كيف أعرض الفكرة... ما الحجج والبراهين الداعمة أو الناقضة... ما البديل الذي أؤسسه بالحجة والبرهان... كيف أرفع المستوى وأنشط التلاميذ؟ أما أن أسلخ جلد المربي الفاضل الجاد والحازم والمسؤول... لقد أخطأت وقطاع التربية يستنكر ذلك... والأخلاق والانتماء إلى تونس المجد... تونس الشهداء... تونس عقبة ابن نافع... تونس الإمام سحنون وتونس سيدي بن عروس وتونس البشير بن سديرة وتونس محمد الدغباجي وتونس الشيخ إدريس... وتونس الشعب الأبي... تلومك... أيها المربي...!! أما التونسيون فإنهم لن يشتموك... لن يلعنوك... لن يحاسبوك لن يحاكموك اطمئن... إنهم أكبر من ذلك... لن يقبّلوك لأنك أتيت هذا... إنهم كلهم يسارا ويمينا وسطا... يشفقون عليك لتصغيرك نفسك أيها المربي... رفعناك وأهديناك مدارسنا للتربية لا للشتم أو العهر... أو الفحض... أيها الأمين المؤتمن!!! أما المؤمنون بدين محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم يسلمون بما قضى به اللّه في كتابه العزيز «ولا تسبّوا الذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» 108 الأنعام ... ارق بنفسك وعرضك ولا تكن من الأنعام... تهلك الزرع بغير علم ولا هدى... لا تضع نفسك فإنا رفعناك قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا ... إن التونسيين يقرؤون في القرآن «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين (28) إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين (29)». المائدة ... إن نصنا القرآني يرشد سلوكنا ويمنع عنا مجرّد مدّ اليد لقتل النفس البشرية... وتونس اليوم... تونس الثورة الغالية... تونس المجد... ثورة العز... ثورة الإيخاء... تعزز قيمة الإنسان... لن نسفي دما... لن نكفر مواطنا... لن نحرق زرعا لن نهين تلميذا... لن نهين مربيا يبيت الليل يقلب الكتب ويبحر عبر الانترنت من أجل إفادة أبنائه المتعلمين... لن نؤذيك أبدا... أبدا... أبدا... أبدا ولكن انظر في مرآة التربية هل ترى ميدعة المربي تركن إليك... هل ترى الكراس يبتسم لإملاءاتك وترى الكتاب ينشرح لشرحك... هل تتداعى وسائل التعليم والتربية إليك أم ذبلت زهرتها وصمت فوها...! وخذلت يمينها... أصابها الذعر أن يعنف التلميذ... أن تؤذى الوسائل... لن تركع التربية. كن مربيا ولا تنس أنك لتونس العز... تونس المجد... تونس الانفتاح... تونس التسامح. * مربي وبيداغوجي