يبدو أن الخرق الحاصل بالاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة والصناعات التقليدية ببنزرت، أصبح مستعصيا على الرتق بعد تمسك المجموعة 12 بموقفها الرافض للجنة المؤقتة، و التي انبثقت في نظرها نتيجة مؤامرة أسهم المركزي في حبك خيوطها كما أفادنا بذلك أحد أعضاء مجموعة الرفض فيصل بن ذياب. ومما جاء في تصريح هذا الأخير ل"الصباح": « أن أعضاء المكتب وبعد ثورة الكرامة سحبوا ثقتهم من رئيس الاتحاد الجهوي محمد العربي علمية وطالبوه بالاستقالة لتجاوزات تم التنصيص عليها بشكوى ضده رفعناها إلى إحدى الدوائر القضائية بتاريخ 10 فيفري الماضي. و لما علم المكتب الوطني بالأمر دعاهم لعقد جلسة في الغرض بالعاصمة يوم 17 فيفري حضرها 20 عضوا من 22، و إثر المناقشة تم اتخاذ قرار بأغلبية 12 صوتا من 20 بإقالة محمد العربي علمية من مهامه كرئيس للاتحاد الجهوي و تعيين عبد الرحمان الطبربي خلفا له باعتباره يشغل خطة نائب له. و كان في الحسبان أن الأمور عادت إلى نصابها، لذلك عندما وردت علينا مراسلة من المركز لحضور اجتماع المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي ببنزرت يوم 18 أفريل بأحد النزل بالمدينة للنظر في عمل الاتحاد و الإعداد لمؤتمره الجهوي، حضرنا كالعادة لكن المفاجآت كانت كبيرة إذ انتظرنا أن يكون الإشراف من أحد أعضاء المكتب التنفيذي إلاّ أننا سجلنا حضور إداريين و انتظرنا مناقشة جدول الأعمال المقرر فقال هؤلاء بأننا سنجري انتخابات لتركيز لجنة وقتية. كانت اللعبة واضحة والمؤامرة مكشوفة فخرجنا نحن مجموعة ال12 وتركنا العربي علمية ومن أتى معه، ثم سمعنا بأنهم كونوا مكتبا وقتيا جديدا ب11 عضوا يرأسه العربي علمية، الذي أقلناه بطريقة ديمقراطية ولأسباب موضوعية يوم 17 فيفري لذلك أصدرنا بلاغا إلى كافة منخرطي الاتحاد الجهوي لإعلامهم بعدم شرعية هذه اللجنة لهذه الأسباب : 1) بعض مديري الإدارة من المركزي قرروا بدافع الموالاة بعث هذه اللجنة لإعادة الاعتبار لرئيس الاتحاد السابق الذي وقعت إقالته وسحب الثقة منه لتجاوزات إدارية و مالية، بغالبية الأصوات في الإتحاد المركزي منذ 17 فيفري 2011، و هؤلاء المديرون هم: نور الدين العبيدي، عبد اللطيف البرهومي و علي النكاعي، حيث حولوا جدول أعمال الجلسة التي كانت تحت إشرافهم إلى عملية فرض انتخاب لجنة و بدون علم الاتحاد الجهوي و بدون أي تنسيق مسبق معه، و هذا مخالف للتراتيب الإدارية الجاري بها العمل، إذ لا دخل مطلقا للإداريين في العمل النقابي. 2) بعد التدقيق في هذه المسألة، تبيّن أن هذا العمل الذي أقدم عليه الإداريون تدخل سافر في العمل النقابي فقد ثبت أنهم قاموا بهذا العمل الشنيع بدون أي تفويض كتابي من المكتب التنفيذي الوطني المؤقت باعتباره السلطة النقابية المركزية الوحيدة التي يمكن أن تقرر بعث لجنة بعد التفاوض و التنسيق مع الاتحاد الجهوي طبعا. 3) رفع دعاوي قضائية في حق كل من نور الدين العبيدي وعبد اللطيف البرهومي من أجل التواطؤ الفاضح مع الرئيس السابق و من أجل تحريض مجموعة نقابية ضد أخرى و التحامل أمام الملأ على رئيس الإتحاد الجهوي الشرعي ببنزرت و التدخل السافر في استقلالية قرار المكتب التنفيذي ببنزرت وإذكاء نار الفتنة و دفع الجهة نحو البلابل والقلقلة والفوضى في هذا الوضع العصيب الذي تمر به البلاد".