كثر الحديث وتعدّدت الروايات خلال الأيام الماضية حول الخلاف القائم بين رئيس الجامعة أنور الحداد وأمين مالها ولاستجلاء الأمر اتصلنا بجلال تقية أمين مال الجامعة فوضّح الأسباب الجوهرية في حديث أدلى به ل"الأسبوعي". ماهي حقيقة خلافك مع رئيس الجامعة؟ هو اختلاف وليس خلافا.. اختلاف في وجهات النظر وأسلوب العمل اليومي وطريقة التعامل مع الأحداث المتسارعة على الساحة الرياضية، وهذا شيء طبيعي يحدث داخل كل الهياكل. وأين يكمن أصل الاختلاف؟ تحديدا وبكل صراحة الاختلاف حول الملفات المتراكمة منذ مدة.. فقد طالبت في هذا الظرف الانتقالي بعقد اجتماعات دورية للنظر في الملفات الهامة والحساسة والتي مازالت معلّقة كما حرصت على التصدي للإنزلاقات بما فيه الكفاية لتطويق الأزمة قبل استفحالها، وفي هذا المجال اقترحت أن تكون الاجتماعات بالتداول مرة يجتمع المكتب الجامعي ومرة لجنة التصرف، ولكنه رفض اقتراحي وذلك ما حزّ في نفسي وآلمني كثيرا خاصة وأني حذّرت من خطورة الوضع قبل حدوثه وفي نظري لو لعب المكتب الجامعي دوره وقام بما يسمّونه «تعهّد آلي» لما حصلت هذه التجاوزات الخطيرة والتي تنبئ بالأفظع مما قد يعصف بكرتنا في أية لحظة. ..كيف ولماذا؟ يجب ألا نحشر المكتب الجامعي في هذه المشاكل، وأن نترك الأمر لأهل القرار وبقية الهياكل الرياضية لتقوم بدورها المنوط بعهدتها ولتحمل مسؤولياتها الكاملة ولكن دعني أقول أمام هذا التأجيل ضاع منّا وقت كثير وكان علينا فتح الملفات «المدسوسة» واتخاذ الإجراءات اللازمة في حينها حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم. وماهو منطلق الخلاف بينك وبين أنور حداد؟ حتى لا أخفي سرّا في هذا الموضوع... فقد كان مجرّد حديث ثنائي اقترح عليّ خلاله سي أنور منصب نائب الرئيس ولكني رفضت وأقترحت عليه في نفس الحديث أن يكون تعيين نائب الرئيس داخل المكتب وبحضور كافة الأعضاء... لانتخاب نائب الرئيس بكل حرية وشفافية. لماذا رفض أنور الحداد إمضاء الصكوك؟ هو لم يرفض، ولكنه طلب المستندات المصاحبة للشيك حسب التوصيات الصارمة لوزارة الرياضة وهناك لجنة تدقيق تتابع العمليات الحسابية دخلا وصرفا.. وللتاريخ فقد أعطى سي حمودة بن عمار في عهده التعليمات بأن لا يمضي رئيس الجامعة على صك إلا عندما يكون مصحوبا بسند أو وثيقة نحتفظ بنسخة منها في الحسابات وفي عهد سي علي الحفصي تم بعث لجنة تقصي المصاريف التي تتابع كل العمليات الحسابية دخلا وصرفا... وعلى هذا الأساس من حق سي أنور أن يطالب بسند أو أمر بالدفع أو وثيقة مرافقة للشيك قبل الإمضاء عليه. وكيف ترى مستقبل الجامعة؟ مازلت مصرّا على موقفي المنادي بالقطع مع الماضي، ومتمسكا بالانصهار في منظومة الثورة الشبابية وتطلعات الرياضيين وذلك بتعديل النصوص ومراجعة القوانين الرياضية حسب اقتراحات رؤساء النوادي.. لقد حان الوقت لكي تتولى لجنة خاصة تتألف من بعض الرياضيين ورجال القانون الإعداد لعقد جلسة عامة خارقة للعادة لانتخاب رئيس ونائب رئيس للجامعة.. شرط أن يكون المترشح لهذا المنصب شخصا له الإشعاع والكفاءة والمؤهلات اللازمة لتأمين حسن سير دواليب هذا الهيكل الرياضي المتشعب. وماهو سر الخلاف بين الحداد ويونس السلمي؟ شرارة الخلاف انطلقت عندما طلب أنور الحداد مقابلة ودادية الحكام دون علم يونس السلمي.. تبعا لذلك تحوّل الخلاف إلى أزمة بين الطرفين وحتى لا تستفحل الأمور حاولت بدوري تطويق الأزمة والحد من حدة التوتّر وباجتهاد شخصي طلبت يوم الجمعة الماضي من يونس السلمي الحضور للجامعة لمواكبة اجتماع هام «في الحقيقة اجتماع وهمي» والغاية من تلك الدعوة جمع أنور الحداد بيونس السلمي بعيدا عن الأضواء لفض هذا الخلاف وتجاوز الاختلاف وعند وصول يونس السلمي تركته مع أنور الحداد وغادرت المكتب ليكونا على انفراد.. وإلى حد هذا اليوم لا أعرف ما دار بينهما.