سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الفلاحة والموارد المائية: الإنتاج الوطني من الحليب سجّل زيادة.. لكن نسق الاستهلاك ارتفع بشكل كبير ولافت خلال الفترة الأخيرة المداولات النيابية حول مشروع ميزانية الدولة لسنة 2008
تونس: الصباح: تواصلت المداولات النيابية مساء أول أمس بالاستماع إلى أجوبة وزراء الفلاحة والموارد المائية والصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة والتجارة والصناعات التقليدية والبيئة والتنمية المستديمة. شدد السيد محمد الحبيب الحداد، وزير الفلاحة والموارد المائية، على أن ما يسمى ب"أزمة الحليب" مفتعلة لأنها ناتجة عن اللهفة أكثر من كونها ناجمة عن نقص كبير في إنتاج الحليب.. وأوضح الوزير في معرض إجابته على تساؤلات النواب خلال مناقشة ميزانية الوزارة، بأن إنتاج الحليب سجل خلال الفترة الماضية زيادة بنحو 4 في المائة، وزادت الكميات المخزنة تبعا لذلك إلى مستوى 5.2 في المائة.. وقال دخلنا شهر رمضان المنقضي بإنتاج الشهر إضافة إلى نحو 35 مليون لتر، وهو ما يعني أن الإنتاج لم يكن في أزمة مثلما يتصور البعض.. وأشار الوزير في هذا السياق، إلى أن النسق المرتفع للاستهلاك هو الذي تسبب في بعض الاضطرابات على مستوى التزويد، لكنه لم ينف وجود نقص في كميات الحليب المعلب.. وكشف الحبيب الحداد، عن وجود نحو مليونين و700 ألف لتر من الحليب التي يتم إنتاجها يوميا، يذهب مليون و700 ألف منها للتصنيع، فيما يبقى مليون لتر للسوق المحلية.. وأضاف بأن حجم الاستهلاك المحلي زاد بنسبة تناهز 30 بالمائة تقريبا في مستوى الحليب المعلب، داعيا إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك المتعلق بهذه المادة، والابتعاد عن اللهفة التي تؤثر بصورة كبيرة على نسق الإنتاج والتزويد.. وأكد وزير الفلاحة بأن منظومة الألبان، تمكنت خلال مدة وجيزة من استعادة توازنها، حيث تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من حليب الشراب، وتصدير قرابة 6 ملايين لتر وتجفيف 12 مليون لتر سنة 2007.. وأعلن الحداد عن خطة جديدة تم التوصل إليها لمجابهة الزيادة في الطلب على الألبان، ترمي إلى إنتاج 50 مليون لتر.. مشكلة الحبوب.. وفيما يتعلق بالحبوب والأمونيتر، وهما المسألتان اللتان أوردهما النواب في تساؤلاتهم لوزير الفلاحة، أوضح محمد الحبيب الحداد، أن منظومة الحبوب، تمثل مليون و500 ألف هكتار (800 ألف منها في الجنوب والبقية في الشمال)، لكنها خاضعة للتقلبات المناخية، مشيرا إلى نسبة التغطية للقمح الصلب، تصل إلى نحو 80 بالمائة حاليا.. وكشف عن وجود خطة حكومية لبلوغ 27 مليون قنطار من الحبوب سنويا خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أن الوزارة، حرصت على توجيه المنتجين باتجاه الخارطة الفلاحية، مؤكدا أن الإجراءات الرئاسية المعلنة في الآونة الأخيرة، ستمكن من تطوير الإنتاج باتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، قائلا "لقد بات لدينا الآن بذور تونسية مصنعة بكفاءات تونسية وفي مخابر تونسية أيضا".. أما فيما يتعلق بالشعير الذي يزداد تناقصا على مستوى الإنتاج العالمي، فقد تم جلب مشاتل من باكستان وغيرها لإنتاج الشعير، وهي الآن تخضع للتجربة.. زيت الزيتون.. وحول زيت الزيتون، لاحظ وزير الفلاحة أن الإنتاج الوطني بلغ للسنة الخامسة على التوالي، معدل 150 ألف طن سنويا، فيما وصل الإنتاج خلال السنة الجارية، إلى نحو 200 ألف طن، ومن المتوقع تصدير ما لا يقل عن 165 ألف طن السنة الحالية، وهي نفس النسبة التي تم تصديرها خلال العام المنقضي.. لكن وزير الفلاحة شدد على أن قطاع زيت الزيتون، شأنه شأن بقية القطاعات الأخرى، ما يزال محكوما بالعوامل المناخية التي تؤثر فيه شديد التأثير.. وكان السيد الحبيب الحداد، أوضح للنواب، أن القطاع الفلاحي يواجه صعوبات وعوائق كثيرة، من بينها التغيرات المناخية، التي تعتبر أحد خاصيات المناخ التونسي، والتصحر والآفات والأمراض وتدهور التنوع البيولوجي، فيما أن الزيادة السكانية تطرح على منظومات الإنتاج، مهمة تأمين الحاجيات الغذائية، الأمر الذي يعطي أبعادا جديدة لموضوع الأمن الغذائي..