مابين الألفين إلى ثلاثة آلاف من رؤوس الأغنام تتسرّب يوميا إلى التّراب التّونسي عبر الحدود مع ليبيا خلسة منذ فترة, ولعلّ ما يزيد في خطر عملية "الحرقان"هذه ما يمكن أن تلحقه من أذى بقطيع الماشية المحلّي جرّاء تواجد مرض الحمّى القلاعية في صفوف الأغنام بليبيا حسب إفادة صادرة عن المنظّمة العالمية للصّحّة الحيوانية في 31جانفي 2011وبحكم اضطراب الأوضاع الأمنية بليبيا لم يتسنّ التّحرّي من تطورات الوضع الصّحّي الحيواني بها ما يفرض مواصلة الحذر واليقظة وتعزيز الوقاية على حدودنا للحيلولة دون تسرّب هذا المرض إلى القطيع التّونسي الذي لم يسجل منذ 1999أي إصابة بالحمّى القلاعية جرّاء حملات التّلقيح الوقائي التي يخضع إليها وكانت آخرها حسب ما صرّح به -للصباح- د مالك الزرلي مسؤول الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة الحملة المنتظمة خلال الثلاثي الأخير من الموسم المنقضي والتي تمّ التّمديد فيها بعدد من الجهات إلى شهر فيفري 2011 بحكم استثنائية الوضع الأمني الذي حال دون السّير العادي للحملات في موعدها المعتاد. تعزيز الطب البيطري حول حقيقة المخاطر التي تهدّد الثروة الحيوانية المحلية جراء تسرب الأعداد الضخمة من الأغنام "الحارقة" وطرق التصدّي لها, أورد الزرلي أنّ تميّز داء الحمّى القلاعية بسرعة عدواه وانتشاره بحدّة في صفوف القطيع يجعل من الوقاية أفضل سبيل لمقاومته, وبحكم أن المرض في تونس ظلّ تحت السّيطرة منذ 12سنةو لم ترصد إصابات من هذا النّوع تتأكّد الحاجة اليوم لليقظة والحذر من تسرّب المرض الذي يتسبّب في موت القطيع الصّغير السّن وتقلّص لمردودية الأغنام لانقطاعها عن الأكل لفترة طويلة لما يصيبها من التهاب حادّ في مستوى الفم. للتصدّي للخطر الدّاهم من الحدود أشار المتحدّث إلى التعاون القائم بين الإدارة والجمعية البيطرية للمواطنة والتنمية التي بادرت منذ أيام بإيفاد 3بياطرة متطوّعين إلى المعتمديات الحدودية الواقعة بالخط الأمامي وهي الذهيبة و رمادة و السّمّار ويشرع بداية من اليوم في تعزيز هذا الحضور حيث يتوقّع أن يتمّ مضاعفة عدد الأطبّاء البياطرة لدعم اليقظة الصحية ووضعت الوزارة على ذمّة المعتمديات المعنيّة مخزون تلاقيح يقدّر ب 20ألف جرعة كدفعة أولى يمكن دعمها عند الحاجة تسند مجانا والمطلوب من كل فلاح الإعلام عن كل قطيع يقتنيه لتلقيحه .. علما أنه حتى في حال إفلات بعض الأغنام من المراقبة في الخط الأمامي فإن مركز الاستمرار بتطاوين يكون بالمرصاد لها لتعهدها بالتلقيح . وبالنظر إلى أن دخول رؤوس الأغنام يتمّ عبر الشريط الحدودي الذي يصعب على الفرق البيطرية مراقبته بالكامل فقد طالبت "الفلاحة" مساندة فرق وزارتي الدّاخلية والدّفاع . وقال المتحدّث إنّ المجال مفتوح أمام البياطرة الخواصّ للتطوع ومعاضدة الجهود المبذولة بالمناطق الحدودية , منوّها بمساهمة الجمعية البيطرية الفتية التي بادرت تلقائيا بالاسهام الفاعل في تجنيد مجموعة من الأطبّاء البياطرة وتبنّيها لمقترح توفير سترة مميّزة يرتديها فريق المراقبة الصّحّية عند الاضطلاع بمهامّه بالمناطق الحدودية الساخنة. منية اليوسفي