أفاد ناشط حقوقي أن أهالي درعا اكتشفوا أمس، وجود مقبرة جماعية في المدينة الواقعة جنوب العاصمة ومنها انطلقت منها موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد ضد النظام السوري. وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس عبر اتصال هاتفي «اكتشف الأهالي صباح اليوم (أمس) وجود مقبرة جماعية في درعا البلد». واضاف قربي ان السلطات السورية «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من اخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها». واعلنت المنظمة في بيان اصدرته الاثنين نقلا عن بعض السكان في بلدتي انخل وجاسم المجاورتين لدرعا «ان السلطات السورية نفّذت مجزرتين مروعتين بحق السكان هناك». واورد البيان لائحة باسماء 13 قتيلا في جاسم و21 قتيلا في انخل، قالت انهم قتلوا «خلال الخمسة ايام السابقة». واعربت المنظمة عن تخوفها «من وجود عشرات آخرين لا زالت جثامينهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار حيث حتى الآن لم يستطع الأهالي الوصول إليهم بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان». وحمّل البيان السّلطات السّورية «المسؤولية الكاملة عن الجرائم المقترفة بحقّ الشعب السّوري الأعزل»، مطالبا المجتمع الدّولي ومنظمات المجتمع المدني في العالم «بالضغط على السّلطات السّورية التي لا تزال تمعن في استخدام أسلوب القمع الوحشي تجاه مواطنيها». واعتبر البيان ان»انعدام استماع السلطات إلى صوت العقل ووقف حمّام الدّم والإفراج عن آلاف المعتقلين يدلّ على أن الفساد والقمع هو أسلوب ممنهج تتّبعه السلطات على نحو مرعب ومتواصل». نازحون ووصل الى لبنان خلال اليومين الماضيين مئات المواطنين السوريين الهاربين من اعمال العنف في بلادهم، عبر طرق جبلية وعرة، بحسب ما افاد المحامي اللبناني خالد عيسى الذي تطوّع لمساعدتهم في بلدة الدبابية في قضاء عكار في شمال البلاد. وقال عيسى ان «اكثر من الف شخص وصلوا ليلا» الى الدبابية الواقعة على مسافة حوالى ثلاثين كيلومترا من معبر البقيعة غير الرسمي الذي سلكه الاف السوريين خلال الاسابيع الماضية للوصول الى لبنان. وعمل عيسى مع غيره من المتطوّعين على تأمين نقل عدد كبير من النازحين في باصات وسيارات الى بلدة البيرة الواقعة على بعد 15 كيلومترا. في البيرة، قالت ام علاء «قتلت احدى قريباتي مع اولادها الثلاثة عندما انهار منزلهم عليهم. ليس لدينا ماء او كهرباء في تلكلخ والقصف طال الافران، فيما قطعت الاتصالات». قال نشطاء في حقوق الانسان إن 15 دبابة سورية على الأقل دخلت مساء أمس الأول منطقة ريفية قرب الحدود اللبنانية حيث ركزت قوات الأمن أحدث حملاتها ضد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. «اللعبة انتهت» يأتي ذلك فيما قالت صحيفة سورية الاحد ان «اللعبة انتهت» مؤكدة فشل «المراهنين على تخريب سوريا من الداخل». وقالت صحيفة تشرين الحكومية «انتهت اللعبة ووقع المراهنون على تخريب سوريا من الداخل في شر اعمالهم دون ان يجدوا اي منفذ للتملص او الهروب بعد ان افتضحت كل خطوط التدخلات وبانت الشبكات ومصادر تمويلها وتسليحها». يأتي ذلك فيما قالت وكالة الانباء السورية «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد بحث أمس مع وفد من أهالي محافظة درعا الأحداث التي شهدتها المدينة وريفها والتعاون بين الأهالي والجيش والاصلاحات المزمعة.