طرابلس (وكالات) أعلن متحدث باسم العقيد الليبي معمر القذافي أن حلف شمال الأطلسي قصف ولأول مرة منذ تدخله لفرض حظر للطيران فوق ليبيا مقارا للشرطة في العاصمة طرابلس في الساعات المبكرة من صباح أمس. واندلعت النيران فجر أمس بمبنى تابع لاجهزة الامن الداخلي ومقر وزراة التفتيش والرقابة الشعبية التي تعنى بمكافحة الفساد في ليبيا بعد غارات شنها الحلف الاطلسي، حسبما افاد مراسل فرانس براس الذي كان ضمن مجموعة صحافيين أجانب نقلتهم السلطات الى الموقع. ويقع المبنيان بشارع الجمهورية في حي سكني واداري بوسط العاصمة طرابلس على مقربة من مقر اقامة العقيد الليبي معمر القذافي في باب العزيزية. واصطحب مرافقون الصحفيين المقيمين في طرابلس إلى موقع المبنيين المحترقين. وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي إن مبنيين تابعين للشرطة تعرضا للقصف وكذلك مبنى اللجنة الشعبية العامة للتفتيش والمراقبة، مضيفا أن الكثير من المدنيين يسكنون في المنطقة. وقال ابراهيم "قصفت اهداف أخرى في الساعات الأولى من الصباح في مدينة طرابلس. الاهداف الرئيسية كانت قوة الشرطة في طرابلس واللجنة الشعبية العامة للتفتيش والمراقبة". وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي اشتعال النيران في بعض المباني التي لحقت بها أضرار كبيرة، في منطقة سكنية بالعاصمة الليبية. وكان شهود عيان ذكروا في ساعة مبكرة من صباح أمس أن دوي انفجارات قوية سمع في مجمع باب العزيزية الذي يتحصن فيه العقيد الليبي معمر القذافي. وأظهر مقطع فيديو نشر على أحد المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة الليبية بعض المواطنين وهم يطلقون الزغاريد وأبواق سياراتهم في شوارع طرابلس في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد أن استهدف حلف الأطلسي مجمع القذافي في باب العزيزية، فيما تصاعد دخان كثيف من المنطقة. تغير في الموقف الروسي ويأتي هذا التطور النوعي في غارات الحلف الأطلسي فيما أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي أن بلاده طلبت من مبعوثي العقيد الليبي معمر القذافي الذين وصلوا أمس الى موسكو الالتزام بقرار مجلس الامن الدولي ووقف كل العمليات ضد السكان المدنيين. وقال لافروف "طرحنا المسائل التي تعكس موقفنا المبدئي القاضي أولا بوقف إراقة الدماء بأسرع ما يمكن في ليبيا". وتابع "شددنا على ضرورة ان يباشر القادة الليبيون بتنفيذ قرار مجلس الامن بالكامل". كما أفاد بأنه دعا طرابلس إلى "التعاون مع الأممالمتحدة للسماح بتوزيع المساعدة الانسانية على جميع الأراضي الليبية". انشقاق هام ويرى مراقبون أن نظام القذافي بات يواجه مشكلات كبيرة في الحفاظ على تماسكه تحت وطأة الضغوط الدولية المتصاعدة عليه بالتزامن مع تكثيف الضربات الجوية للناتو ضد الأهداف التابعة له وتحقيق الثوار الليبيين تقدما ملموسا في مواجهتهم لكتائبه المسلحة سواء في الشرق الليبي أو في المناطق الغربية من البلاد. وفي آخر تطور في هذا المجال، أفادت المعارضة الليبية أمس عن استقالة شكري غانم رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط من منصبه وانشاقه عن القذافي. وصرح مصدر نفطي من المعارضة الليبية بأن غانم وصل الى تونس بعد استقالته من منصبه وانشقاقه على القذافي. وأبلغ مصدر أمني تونسي وكالة "رويترز" للأنباء أمس بأن رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وصل الى جزيرة جربة بعد أن انشق على القذافي. وأضاف أن غانم "في فندق مع مجموعة من المسؤولين الليبيين الآخرين". ويمثل هذا الانشقاق الأخير ضربة لادارة القذافي في معركتها المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد المعارضة المسلحة التي سيطرت على بنغازي والشطر الشرقي المنتج للنفط من الدولة الواقعة في شمال افريقيا علما أن المتاعب التي يواجهها القذافي ازدادت تفاقما أول أمس حينما اصدر مدعي المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه وابنه سيف الاسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي بتهمة قتل المحتجين. إصابة محمد القذافي على صعيد متصل، نقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أمس عن مصادر متطابقة في تونس العاصمة أن محمد معمر القذافي، ابن العقيد معمر القذافي موجود في جزيرة جربة منذ مساء الأحد الماضي. وقالت المصادر إن نجل القذافي وصل الى الجزيرة التي تبعد نحو 550 كلم الى الجنوب من العاصمة قادما إليها من طرابلس بهدف العلاج. ويقيم نجل القذافي من زوجته الأولى منذ وصوله الى جربة في فندق يخضع لحماية أمنية مشددة. وكانت وكالة تونس إفريقيا للأنباء تحدثت أول أمس عن وصول "شخصيات رسمية" ليبية الى جزيرة جربة عبر معبر راس جدير الحدودي. وقالت ان من بين هذه الشخصيات مدير الجمارك الليبية عامر الديو وممثل ليبيا لدى الجامعة العربية علي الصيد.