أفادت الأنباء الواردة من سوريا عن سقوط العديد من القتلى والجرحى برصاص قوات الأمن السورية التي تصدت مجددا وبقوة أمس إلى مظاهرات ومسيرات بالآلاف انطلقت في عدة مدن وبلدات عقب صلاة الجمعة في إطار ما أطلق عليه ناشطون جمعة الحرية (آزادي) وردد خلالها المتظاهرون هتافات لنصرة المدن المحاصرة وتطالب بإسقاط النظام. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد لقي أمس 21 محتجا على الاقل حتفهم بعدما فتحت قوات الامن السورية النار اثناء الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت بصورة خاصة في حمص بوسط البلاد وفي بلدة معرة النعمان في الشمال الغربي. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز "يجب ان يتوقف القتل. يجب السماح بدخول محققين مستقلين الى البلاد". ونقلت وكالة فرانس براس في نفس السياق عن شهود عيان ومصادر حقوقية تأكيدهم مقتل خمسة متظاهرين بينهم طفل عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص على مظاهرة في مدينة حمص وبلدة الصنمين المجاورة لمدينة درعا الجنوبية، وذلك بالرغم من الأوامر الرئاسية القاضية بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. وبث ناشطون صورا لمظاهرات في حمص ثالث كبرى المدن السورية- وسط البلاد حيث نظمت مسيرات في عدة أحياء منها بابا عمرو وباب السباع والبياضة ودير بعلبة. وذكر الناشطون أن المتظاهرين في حي باب السباع بحمص تعرضوا لإطلاق الرصاص، في حين شهدت مناطق أخرى في المحافظة بينها مدينة تلبيسة والرستن مظاهرات مشابهة تطالب برحيل النظام. تعزيزات على حدود لبنان وتتزامن هذه التطورات مع تأكيد مصادر صحافية أن القوات السورية أرسلت تعزيزات غير مسبوقة عند الحدود مع لبنان عند بلدة العريضة، حيث شوهد استحداث نقطة جديدة للجيش على الحدود معززة بالدبابات وعشرات الجنود. ومن جهتها نقلت وكالة أسوشيتد براس عن ناشطين أن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع بين قوات الأمن ومسلحين، وأن 19 عسكريا سوريا قتلوا في تلكلخ. وشهدت العاصمة دمشق مظاهرة عقب صلاة الجمعة في ضاحية الحجر الأسود ردد خلالها المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان، كما انطلقت مظاهرة في حي ركن الدين وفق ما نقل ناشطون على الإنترنت. كما شهدت المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا مظاهرات هي الأكبر من بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي، حيث تظاهر الآلاف في مدينة القامشلي مرددين هتافات الحرية. وشهدت البلدات والمدن ذات الأغلبية الكردية مظاهرات مماثلة مثل راس العين وعمودا وعفرين، وفق شهود عيان وناشطين على الإنترنت. وفي وسط البلاد أيضا تظاهر الآلاف في ساحة العاصي بمدينة حماة، في حين شهدت دير الزور شرق سوريا مظاهرة مماثلة، وبث ناشطون على الإنترنت صورا لإطلاق الرصاص على المحتجين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية. وفي درعا جنوب البلاد - والتي توصف بأنها مهد الاحتجاجات وشهدت عمليات عسكرية واسعة خرجت مظاهرات داخل الأحياء، في حين شهدت بلدة طفس في نفس المحافظة مظاهرة رغم الحصار الأمني، غير أن ناشطين على الإنترنت تحدثوا عن منع التجول في بلدات الحارة ونمر وجاسم بمحافظة درعا عبر مكبرات الصوت لمنع التظاهر. إحصاءات حقوقية وطبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن فإن حصيلة ضحايا الاحتجاجات في سوريا بلغت 804 مدنيين و134 من الجيش وقوى الأمن منذ اندلاعها منتصف مارس الماضي، كما تم اعتقال أكثر من تسعة آلاف شخص. وأبلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمان "يونايتد برس إنترناشونال" أمس أن أسماء الضحايا موثقة لدى المرصد بقوائم بأسمائهم ومكان وتاريخ مقتلهم، مشيرا إلى أن هناك معلومات عن قتلى مدنيين آخرين بمختلف المدن لم يستطع المرصد توثيق أسمائهم، كما أن عدد المعتقلين قد يكون أكثر بسبب ورود معلومات يومية عن اعتقالات لم يتمكن المرصد من توثيقها.