الكلمات التي ألقاها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس وأول أمس في تونس أولى محطاته بعد مؤتمر أنابوليس بميرلاند الامريكية أكدت على عدد من الثوابت من أهمها الرهان على تدويل القضية الفلسطينية مجددا .. وعلى ما حصل عليه المسار التفاوضي الجديد من وعود دولية ..لانجاح المرحلة القادمة من محاثات السياسيين والخبراء بين القيادات الفلسطينية وسلطات الاحتلال الاسرائيلي .. اعتبر عباس أن الشعب الفلسطيني ومناضلي حركات التحرر الفلسطينية قدمت الكثير من التضحيات بالمال والنفس ..الكثير من الدماء والدموع .. خدمة لقضيتها الوطنية المركزية: الاستقلال وبناء دولة ذات حدود آمنة عاصمتها مدينة القدس الشريف .. وأن الوقت قد حان للمضي بحزم في المسار السياسي التفاوضي ..والاستفادة من الضمانات التي قدمتها الادارة الامريكة وموسكو وبيكين والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة و50 دولة شاركت في مؤتمر أنابوليس ..بينها حوالي 20 دولة عربية واسلامية .. اعتبرالرئيس الفلسطيني ان شعبه وأنصار السلام في المنطقة انتظروا 30 عاما لافتكاك مصادقة من واشنطن واسرائيل على عقد مؤتمر دولي للسلام.. وهو ما حصل في أنابوليس ..ومن مصلحة الشعب الفلسطيني انتهاز الفرصة وعدم تفويتها والمضي في سيناريو اطلاق المفاوضات الثنائية في مستوى اللجان المختصة والخبراء في 12 ديسمبر برئاسة أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق وأحد أبرز صانعي اتفاق أوسلو ..ووزيرة الخارجية الاسرائيلية .. وبعد أن أعلنت واشنطن عزمها عرض مشروع قانون على مجلس الامن الدولي حول مسار أنابوليس واليات متابعته تتوفر فرصة جديدة مهمة جدا لتدويل قضية تحرير فلسطين ..حتى لا يبقى المفاوضون الفلسطينيون أسرى جلسات سرية للمحادثات غير المتكافئة مع الجانب الاسرائيلي ..المدعوم في الكواليس من قبل لوبيات يمينية متطرفة تسعى لاستغلال اختلال ميزان القوى لتفرض مزيدا من الشروط التعجيزية على القيادات الفلسطينية . فعسى أن تدعم الدول العربية والاسلامية القيادة الفلسطينية ماديا وسياسيا ..وتساند مسارها السياسي وتتجنب اقحام انفها في شؤونها الداخلية ..أو فرض وصاية عليها أو توظيفها في مهمات اقليمية لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.. على غرار ماحصل طوال العقود الماضية ..