استقبال الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن وتصريحاتهما عن السلام خطوة ايجابية جديدة يقوم بها أوباما بعد المواقف الواضحة المعارضة للاسيتطيان والمساندة لقيام دولة فسلطينية مستقلة الى جانب اسرائيل التي عبر عنها قبل 10 ايام عند استقباله بنيامين ناتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية .. ومن المهم أن استقبال عباس في البيت الابيض استبق زيارة أوباما المرتقبة الى المنطقة الاسبوع القادم حيث سيتوجه من القاهرة بنداء جديد للسلام إلى كامل العالم الإسلامي ..بعد الصدى الطيب لخطابه أمام البرلمان التركي قبل أسابيع .. لكن من يتابع تطورات ملف الصراع العربي الإسرائيلي عامة والصراع بين الشعب الفلسطيني وقو ى الاحتلال في فلسطينالمحتلة خاصة يكتشف أن تسوية هذا الملف المعقد طالت أكثرمن اللزوم ..وأن من مصلحة الجميع التوصل الى خطوات تسوية قريبة ..لأن استمرار معاناة ملايين الفلسطينيين داخل وطنهم المحتل وفي المهجر يؤدي الى تعقيدات متزايدة للأوضاع الأمنية والسياسية في كامل المنطقة العربية الإسلامية ..بل في العالم أجمع .. وفي الوقت الذي يتزايد فيه الإقبال على التدين إقليميا وعالميا يتسبب التعنت الاسرائيلي واستهتار حكوماتها بنداءات العالم أجمع للسلام ولوقف الاستيطان تستفحل ظاهرة التطرف السياسي والديني في المنطقة العربية الاسلامية ..ويتضاعف تاثير المجموعة المؤمنة بخيار العنف على حساب دعاة التسوية السياسية والمسار التفاوضي .. وما شهدته المنطقة والعالم أجمع من غليان على هامش العدوان على إسرائيلي على الشعب الفلسطيني خير دليل .. وقد أثبتت الأحداث منذ اتفاق اوسلو 1993 الى مبادرات «خارطة الطريق 2003» ثم «مؤتمر أنابوليس» في ديسمبر 2007.. أن تسوية الصراع العربي الاسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية لا يمكن أن يتحققا إذا ما ظل التفاوض ثنائيا اسرائيليا فلسطينيا ..أو إذا احتكرت واشنطن دور الوسيط ..وهي التي لا تزال مؤسساتها تخضع لضغوطات اللوبي الصهيوني.. الحل إذن يبدأ بإعادة تدويل الملف الفلسطيني مجددا .. وبدعوة دولية إلى تنظيم المؤتمر الدولي للسلام الذي تقرر عقده في موسكو العام الماضي لمتابعة تنفيذ مقررات أنابوليس ..وعاد الحديث لعقده قريبا ..بمشاركة فلسطينية وعربية رفيعة المستوى ..تشمل كل أطراف الصراع بما فيها لبنان وسوريا وايران وتركيا والقيادات الفلسطينية المعارضة للسلطة الفلسطينية..