محسن الزغلامي خطير ولافت ذلك التصريح الذي أدلى به السيد عبد الرحمان شلقم مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة ( المجلس الانتقالي المعارض ) لجريدة «الحياة» اللندنية بتاريخ - السبت 28 ماي - والذي قال فيه أنه علم أثناء زيارته الأخيرة الى تونس أن القذافي قد أرسل ثلاثة قناصين لاغتياله في تونس... «كانوا يعتقدون أنني سأبيت في تونس ولكنني انتقلت منها - في نفس الليلة - الى مالطا ثم الى روما» - يضيف السيد شلقم - «مما أفسد عليهم مخططهم»... نقول «كلام خطير» - أولا - اعتبارا لمكانة ومصداقية السيد عبد الرحمان شلقم المسؤول الليبي البارز المنشق ، - لافقط - في صلب «المجلس الانتقالي» الذي يقود اليوم حركة التمرد الشعبي على نظام العقيد القذافي وانما في المشهد السياسي الليبي على امتداد الأربعة عقود الماضية... فالرجل هو أحد الزعماء التاريخيين لما اصطلح عليه «بالثورة الليبية» وهو أحد رفاق درب القذافي الخلّص على امتداد هذه الفترة من تاريخ ليبيا المعاصر... ما يعني أن كلامه عن «معلومات وصلته» بأن قناصة ليبيين تابعين لنظام القذافي دخلوا تونس بهدف اغتياله فيها هو كلام يحتمل نسبة كبيرة من الصحة بل قد يرقى الى درجة «المعلومات الاستخباراتية» المؤكدة... ونقول «كلام خطير» - ثانيا - اعتبارا للدلالات الأمنية والسياسية للمسألة بالنسبة لنا كتونسيين - شعبا وثورة -... ففضلا عن الأبعاد السياسية والأخلاقية المؤسفة «للحادثة» بوصفها تعكس استهتارا لا مسؤولا من قبل نظام العقيد القذافي بمبادىء حسن الجوار واحترام السيادة الترابية لبلادنا فانها تحيل - أيضا - على ضرورة أن نتجند كتونسيين وأن نعمل من أجل أن نسهل على جيشنا الوطني الباسل مهمة التصدي بكل يقظة وحزم لكل محاولات المساس بأمننا القومي أو التعدي على حرمة ترابنا الوطني وسيادة وطننا بأي شكل من الأشكال... وما من شك أن أفضل طريق الى تحقيق ذلك هو تجنب كل ما من شأنه أن يدخل الارتباك على عملية تطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في تونس ما بعد الثورة وأن نسرع الخطى معا كتونسيين على درب اقامة «النموذج التونسي» في المنطقة المغاربية وأن نؤسس لمجتمع حي ومتطور وديناميكي ولدولة مدنية ديمقراطية تحكمها المؤسسات لا «الزعامات» والديكتاتوريات والشعاراتية... الرهان صعب... نعم ، والمخاطر والمحاذير والمنزلقات قائمة... نعم أيضا ، ولكن الشعب التونسي الذي انصهرت ارادته - ذات 14 جانفي من سنة 2011 - في لحظة وفاء تاريخي نادرة للوطن وللعلم الوطني المفدى - ،انصهرت وبالكامل في جوهر القيم النبيلة والمثل العليا للمؤسسة العسكرية الوطنية العتيدة وتماهت معها - سيعرف ودائما في حمى هذه المؤسسة الشريفة وقياداتها العليا الشجاعة كيف يواصل على درب البناء والاصلاح وعلى طريق اقامة الدولة القوية والمتمدنة والحاضرة في العصر وفي قيم العصر وكيف يتصدى لكل المؤامرات والدسائس التي تحاك - سواء في الداخل أو الخارج - ضد ثورة 14 جانفي العظيمة...