أفادت تقارير إخبارية أمس بأن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) واصلت الليلة قبل الماضية قصفها لمواقع في العاصمة الليبية، بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما للبلاد. ووفقا لشبكة "سي.أن.أن" الإخبارية الأمريكية، فقد سمع دوي انفجارات في أنحاء متفرقة من طرابلس. وأعلنت الحكومة الليبية إصابة موقع عسكري يبعد عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة. وأوضحت الشكبة أن انفجارين قويين هزا العاصمة الليبية في ساعة مبكرة من صباح أمس. يأتي ذلك غداة فشل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في محاولة أخيرة لإقناع القذافي بالتخلي عن السلطة ومغادرة ليبيا. وكان زوما قد أعلن أمس إن العقيد القذافي غير مستعد لمغادرة ليبيا لكنه مستعد لبذل مزيد من الجهود للتوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في البلاد. وأضاف زوما في بيان صدر عقب اجتماعه مع القذافي في طرابلس أول أمس الاثنين إن العقيد الليبي طالب بإنهاء حملة القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي للسماح «بإجراء حوار ليبي» وجدد دعوته لوقف اطلاق النار. وكانت المعارضة الليبية قد رفضت هذه الشروط الشهر الماضي بعد مهمة سابقة لزوما في ليبيا للتوسط باسم الاتحاد الافريقي، وأصرت على مطالبته بالرحيل أولا قبل وقف لاطلاق النار. وقام زوما بجولة في العاصمة الليبية طرابلس لتفقد الاضرار الناجمة عن القصف الجوي وقال في بيانه «السلامة الشخصية للعقيد القذافي مثار قلق». انشقاقات جديدة وعلى صعيد متصل، ظهر في العاصمة الإيطالية روما أول أمس ثمانية من كبار ضباط الجيش الليبي كانوا قد انشقوا عن نظام القذافي في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة الايطالية وقالوا إنهم ضمن مجموعة تضم قرابة 120 من الضباط والجنود هربوا في الأيام الأخيرة، وناشدوا بقية الضباط والجنود من زملائهم أن يحذوا حذوهم وينضموا إلى صفوف المعارضة. ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) فقد اتهم أحد الضباط المنشقين، وبينهم خمسة عمداء، القوات الموالية للقذافي بارتكاب «جرائم إبادة جماعية». وقال العميد صلاح جمعة إن عمليات الانشقاق الجارية تعني أن قوات القذافي لم يعد بإمكانها دعم النظام، لطالما تعمل الآن بحوالي 20 بالمائة من قدراتها العسكرية التي شلتها القوات الدولية». وأضاف إن المدنيين على الأرض أضحوا محصورين بين نارين، وان وضعهم الآن «مؤلم جدا، فالناس منهكون نفسيا، وهناك حالات اغتصاب عديدة في مدن عدة وخاصة في مصراته وإجدابيا». وقال مندوب ليبيا في الاممالمتحدة عبد الرحمن شلقم الذي انشق عن القذافي ايضا إن العسكريين المائة والعشرين جميعهم خارج ليبيا الآن لكنه لم يكشف النقاب عن مكان وجودهم. فراتيني في بنغازي في الأثناء، صرح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني امام الصحافيين في بنغازي أمس بأن «نظام القذافي انتهى». ويؤدي فراتيني زيارة إلى بنغازي بهدف تدشين قنصلية لبلاده في هذه المدينة التي تشكل معقل الثوار الليبيين. وقال خلال مؤتمر صحافي مع المكلف بالشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار علي العيسوي ان «نظام القذافي انتهى، عليه ان يتنحى، عليه ان يغادر البلاد». واضاف ان «مساعديه القريبين تركوه، لم يعد لديه دعم دولي، قادة دول مجموعة الثماني يرفضونه: عليه ان يرحل». واعتبر الوزير الايطالي ان اجبار القذافي على الرحيل يفرض «ان نواصل ضغطنا العسكري ونشدد العقوبات الاقتصادية لضمان عدم تراجع التحرك لمصلحة الشعب الليبي».
حسب مصادر جنوب أفريقية: القذافي يستعد لاحتمال محاكمته في لاهاي جوهانسبورغ (وكالات) يبدو أن العقيد الليبي قد أيقن أن انهيار نظامه بات وشيكا وأنه لابد من الاستعداد لمواجهة القضاء الدولي في لاهاي في النهاية، لذلك كلف مقربين منه بالاتفاق مع مكتب جنوب أفريقي للمحاماة للقيام بالدفاع عنه. وقالت مصادر في جوهانسبورغ إن مكتب المحاماة الجنوب أفريقي قد توصل بعد لهذا الاتفاق مع ليبيا للدفاع عن العقيد معمر القذافي في حال مثل أمام محكمة دولية. ويريد لويس مورينو أوكامبو، كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية، محاكمة القذافي واثنين من أفراد نظامه في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويتهم المسؤولون الليبيون بإصدار الأوامر بمهاجمة المدنيين وذلك من بين اتهامات أخرى بانتهاك حقوق الإنسان.