بعد بروز ظاهرة نقص الحليب المعقم في الأسابيع الماضية وما رافقها من إشكاليات وبيع مشروط ومشاكل للمستهلكين خاصة منهم أرباب العائلات والأطفال، يتوقع العارفون بالسوق والميدان الفلاحي عامة ان تطفح على السطح إشكالية نقص إنتاج البطاطا المحلية وارتفاع اسعارها اعتبارا لارتفاع أسعار بذور البطاطا المستوردة وفقدان البذور المحلية لعدة عوامل، ورغم الجهود التي بذلتها الدولة لتلافي نقص البطاطا في السوق عبر توريد كميات هامة من عديد البلدان، فإن الإشكال يبقى مطروحا ذلك أن التونسي كثيرا ما يقارن بين النوعية الجيدة للبطاطا المحلية والنوعية المتوسطة للبطاطا المستوردة رغم غلاء المنتوج التونسي وترويجه في بعض الأحيان في مسالك توزيع غير قانونية. مصادر مطلعة افادت ان سعر الكيلوغرام الواحد من بذور البطاطا المستوردة بلغ 1300 مليم في الموسم الماضي مقابل 500 مليم في المواسم المسابقة، وينتظر ان يرتفع من جديد خلال الموسم القادم وهو ما يؤثر على أسعار الإنتاج، هذا الى جانب عدم امكانية انتاج بذور محلية من البطاطا اعتبارا لعدة أسباب منها ظهور الفيروسات عند القيام بالتجارب على الميدان، ورغم ذلك فإن الحزم قائم لدى كل الادارات والهياكل المعنية بالبحث والإنتاج على تشجيع إنتاج البذور بالتعاون مع الفلاحين وأصحاب المنابت الخاصة بهدف بلوغ كميات هامة من البذور المحلية وحمايتها من الأمراض والآفات الى جانب التشجيع على الرفع من سقف الإنتاج الفصلي وغير الفصلي والضغط على الكلفة والحفاظ على مصلحة الفلاح والمستهلك في نفس الوقت.