نيويورك(وكالات) أعلن لويس مورينو أوكامبو ممثل الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية عن تورط العقيد الليبي معمر القذافي في سياسة استخدام الاغتصاب كسلاح خلال صراعه مع الثوار الليبيين، مشيرا الى ان القذافي يقدم «الفياغرا» لجنوده لتعزيز اغتصابهم للنساء، فيما كشفت تقارير صحفية اسرائيلية عن توجيه القذافي دعوة لليهود لزيارة ليبيا واجراء الحوار معه على اعتبار أنهم أحد مكونات ليبيا. يأتي ذلك بينما كشفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس عن محادثات جارية مع أشخاص قريبين من القذافي حول «إمكانية» نقل السلطة في ليبيا. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي أدلت به في أبوظبي حيث تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا، اجتماعا هو الثالث من نوعه منذ إنشائها للاشراف سياسيا على العملية العسكرية والسياسية الجارية في هذا البلد: «توجد مناقشات عديدة ومستمرة مع أناس قريبين من القذافي ونعلم ان من بين ما تشمله تلك المحادثات من أمور إمكانية نقل السلطة.» ولم تذكر وزيرة الخارجية الأمريكية تفاصيل بشأن المحادثات مكتفية بالقول «لا يوجد طريق واضح بعد للمضي قدما». التحقيقات في جرائم الاغتصاب في غضون ذلك، أعلن ممثل الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية، في مؤتمر صحفي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك «أن محققي المحكمة لديهم أدلة تربط العقيد الليبي معمر القذافي بسياسة الاغتصاب في اطار معاقبة معارضيه وانه ربما يوجه اتهامات منفصلة بشان هذه المسألة». وذكرت وكالة «رويترز» للانباء ان مورينو اوكامبو طلب من المحكمة في 16 ماي اصدار أوامر اعتقال بحق القذافي وابنه سيف الاسلام ورئيس جهاز المخابرات الليبي عن اتهامات بجرائم ضد الانسانية ارتكبت اثناء محاولات لسحق الانتفاضة في البلاد. ويدرس قضاة المحكمة طلب مورينو اوكامبو ، بينما اوضح ممثل الادعاء انه بعد ان يصدر القضاة قرارهم فانه ربما يقدم اتهامات جديدة باغتصاب جماعي. جدير بالذكر أن السفيرة الامريكية سوزان رايس اثارت مزاعم الاغتصاب في مجلس الامن التابع للامم المتحدة في أفريل الماضي عندما قالت ان بعض جنود القذافي تلقوا عقار الفياغرا المنشط جنسيا. اوكامبو وأشار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أول أمس إلى انه يتحقق من تقارير تزعم أن القذافي ربما يقدم الفياغرا لقواته. وأكد لويس مورينو أوكامبو ان هناك إدعاءات تشير إلى أنه ربما تكون هناك سياسة تنفذها الحكومة الليبية تتمثل في استخدام الاغتصاب كسلاح خلال صراعها مع الثوار، ومنذ اندلاع القتال في فيفري اتهمت عدة سيدات عناصر القوات الليبية باغتصابهن. ووفقا لهذه الإدعاءات، قال اوكامبو :»إن ليبيا كانت تشترى حاويات من العقارالفياغرا الذي يستخدم لعلاج ضعف الانتصاب لتعزيز إمكانية اغتصاب النساء»، مشيرا «نحن نتلقى معلومات تفصيلية تؤكد هذه السياسة». وتابع المدعي العام «نحن نحاول معرفة الأشخاص المتورطين في هذا». وأضاف مورينو أوكامبو أن المحكمة الجنائية الدولية تحاول معرفة ما إذا كان مسئولون بارزون في الحكومة الليبية قد تورطوا في السياسة المزعومة. كما أن هناك احتمالا بأن شخصيات غير بارزة كانت وراء هذه السياسة. وأحال مجلس الامن الدولي العنف في ليبيا الى المحكمة الجنائية الدولية التي مقرها لاهاي في فيفري الماضي. مشروع قانون أمريكي في سياق آخر، تبنت مجموعة من الاعضاء الديمقراطيين والجمهوريين البارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يسمح لادارة الرئيس باراك أوباما باستخدام اصول مجمدة للحكومة الليبية لشراء معونات انسانية للشعب الليبي. من جهته، قال السيناتور تيم جونسون رئيس اللجنة المصرفية بالمجلس، في بيان مشترك مع السناتور ريتشارد شيلبي العضو الجمهوري البارز باللجنة، «العنف المستمر في ليبيا عطل الاقتصاد وجعل مواطنين ليبيين ابرياء كثيرين جدا يكافحون من أجل سد رمقهم وتلبية الحاجات الضرورية للحياة اليومية». يذكرأن الولاياتالمتحدة جمدت اصولا ليبية تزيد قيمتها عن 34 مليار دولار في اطار عقوبات فرضت في اواخر فيفري على الزعيم الليبي معمر القذافي وكبار المسؤولين في حكومته. وبمقتضى المشروع لا يمكن استخدام أي من تلك الاصول لشراء أسلحة أو معدات عسكرية. ويخشى بعض المشرعين الأمريكيين من تسليح مباشر للمعارضين الليبيين الذين يسعون للاطاحة بالقذافي. ومن بين مساندى المشروع السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والسناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة والسناتور جون مكين العضو الجمهوري البارز باللجنة والسناتور جو ليبرمان العضو البارز بلجنة الامن الداخلي وهو مستقل. دعوة القذافي لليهود وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية أمس ان العقيد الليبي معمر القذافي وجه أخيرا رسالة لممثلي اليهود من أصل ليبي في الشتات لاجراء حوار معه. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس «ان هذه الدعوة من القذافي لهؤلاء والتي شملت دعوتهم لزيارة ليبيا والاطلاع على الاوضاع فيها تأتي في اطار محاولة منه لتحسين صورته امام الرأي العالمي». وأشارت الى ان العقيد الليبي اكد لهؤلاء في رسالة الدعوة التي وجهت له انه «يرى فيهم احد مكونات الشعب الليبي» وأن السلطات الليبية بعثت بهذ الرسالة عبر الفاكس الى رفائيل لازون وهو رئيس الجالية اليهودية من اصل ليبي في بريطانيا. واوضحت ان لازون تسلمها في التاسع والعشرين من ماي الماضي حيث دعته وعدد من قادة اليهود للمشاركة في حوار بشأن مستقبل ليبيا التي تمزقها الان الحرب الاهلية بي الموالين والمعارضين للقذافي. وجاء في الرسالة «نحن سعداء لتوجيه دعوة لكم شخصيا ومن خلالكم الى عدد من الشخصيات اليهودية في ليبيا وكذلك في شمال امريكا التي تعمل في مجالات مختلفة لزيارة ليبيا في اقرب فرصة ممكنة وللانضام الى القبائل التي انتم جزء منها». وأضافت الرسالة التي وقعت باسم زعيم قبلي موال للقذافي يدعى علي محمد سالم الاحول مخاطبة زعماء اليهود الليبيين «انتم بالتأكيد تمثلون جزءا من مكونات الشعب في ليبيا ونأمل بقبولكم الدعوة للالتحاق بمؤسساتنا ولان تتمثلوا بها من خلال كل القبائل والعشائر بمشاركة كل الشخصيات البارزة من اليهود في المؤتمر الذي ستعقده الاخيرة في ليبيا والذي يملك شرعية كاملة». وأكدت «جيروزاليم بوست» ان زعيم اليهود الليبيين في بريطانيا رفائيل لازون وقبل تسلمه الرسالة هذه أجرى محادثة هاتفية مع نائب وزير الخارجية الليبي خالد خاييم والذي ابلغه ان الدعوة جاءت مباشرة من الزعيم القذافي.