تنتظم فيما بين 24 و28 جوان الجاري بفضاءي الأكروبوليوم بالعاصمة وقاعة المعارض بمكتبة ألف ورقة بضاحية المرسى الدورة الثالثة لمهرجان الموسيقى الإلكترونية أو حسب التسمية الفرنسية "LE FEST". وتدعم الممثلية الأوروبية الدورة الجديدة للمهرجان الذي انطلق منذ سنة 2007 ببادرة من السيد عفيف الرياحي. تونس - الصباح أكد عفيف الرياحي الذي يعرفه جمهور الموسيقى خاصة من خلال مروره بإذاعة " موزاييك " وبتنظيمه لعدد من العروض الموسيقية بمهرجان المدينة و غيرها، أكد خلال لقاء اعلامي انتظم صباح أمس بمقر الممثلية الأوروبية بتونس بحضور ممثلي البلدان الأوروبية الداعمة للمهرجان والمتبنية بقوة للمشروع أن الفكرة جديدة بالساحة التونسية وهي جديدة أيضا بالمنطقة المغاربية والعربية . فإن كانت المهرجانات أصبحت تبرمج سهرات للموسيقى الإلكترونية فإنه لم يسبق وأن وقع تنظيم مهرجان خاص بالموسيقى الإلكترونية قبل التظاهرة المذكورة حسب تأكيد نفس المتحدث. ويتوقع المنظم أن تكون الدورة الثالثة للمهرجان اعلانا عن انطلاقة جديدة لهذه التظاهرة الموسيقية المهداة إلى أكثر أشكال الموسيقى حداثة . الأمر يتعلق بالموسيقى الإلكترونية أو ما يعرف بالخصوص ب"الديجيتال" الذي ولد مع ظهور المنظومة الرقمية بالعالم. لكن السيد عفيف الرياحي يحرص على التوضيح أن المهرجان وإن كان يسعى لتقديم عروض يستسيغها الجمهور بسهولة فإنه يشدد على أنه لا علاقة له بما تقترحه العلب الليلية مثلا من موسيقى . وهو يصف البرنامج بأنه محاولة لتقديم عروض ذات مستوى راق فيها بحث واجتهاد وذوق وفتح آفاق واستشراف. ينتظم المهرجان بمشاركة التونسيين بين فنانين وفرق موسيقية لكن الهدف الأساسي من هذه المبادرة يتمثل حسب المنظم في تعريف الفنانين التونسيين بأبرز الأسماء الناشطة في هذه النوعية من الموسيقى الحديثة بالخارج. تقام بالمناسبة أربع سهرات ونجد من بين الأسماء المشاركة كل من "إيلان آليان"Ellen Allien "القادمة من برلين والثنائي العالمي"Scartch massive" والإسباني أنجيل مولينا " Angel Molina " إلى جانب المشاركة الفرنسية المتمثلة في شخص الفنانة الثائرة والتي يعرفها جمهور الموسيقى الإلكترونية بتونس " Danton Eeprom " وغيرها من نجوم هذه النوعية من الموسيقى من العالم . ونجد من تونس بالخصوص كل من اسكندر وصاحب الإسم الفني جدا "Shinigami San" .و تم التأكيد بنفس المناسبة أن كل الأسماء والفرق المشاركة في الدورة الجديدة للمهرجان لها حضورها على الساحة الدولية ومن بينها من أصبح يتمتع بصيت عالمي على غرار الفنان "جاكسون" ضيف شرف الدورة الثالثة لمهرجان الموسيقى الإلكترونية بتونس. «الديجيتال» ليس حكرا على المراهقين والشباب والباب مفتوح لكل أصحاب الفضول وتجدر الإشارة إلى أن نجوم الموسيقى الإلكترونية الذي يشتغلون بكثافة على الحاسوب يتمتعون بحضور هام على مستوى اعداد موسيقى الأفلام. وهو ما يفسر عدم اقتصار المهرجان على السهرات الفنية والعروض الموسيقية الحيّة التي تصل إلى معدل أربعة عروض في السهرة الواحدة . هناك حيز خاص بالفيديو وتنصيبات فنية معاصرة وغيرها تعرض بفضاء ألف ورقة بالمرسى. وينفي السيد عفيف الرياحي أن تكون هذه النوعية من الموسيقى حكرا على الشباب والمراهقين معلنا أن الباب مفتوح من خلال المهرجان لكل عشاق العروض الحيّة الذين يريدون أن يعيشوا لحظات استثنائية بالمناسبة. فحضور عدد من هذه العروض بالنسبة له طعم خاص لأن الجمهور لا يكتفي بالإستماع والملاحظة بل هناك حالة من التواصل لا تتكرر كثيرا في المهرجانات ببلادنا حسب وصفه. ويضيف أن الباب يبقى مفتوحا كذلك للموسيقيين المختصين في ألوان موسيقية أخرى معلنا أن الجاز مثلا والرّوك لا يتعارضان مع الموسيقى الإلكترونية وأن أعمار جمهور المهرجان تتراوح إلى حد الآن بين 18 و45 سنة وأن عملية استقطاب الجمهور لا تقف عند هذه الشريحة العمرية بل يتوقع أن يثير المهرجان مع تواتر الدورات فضول الكثيرين من مختلف الفئات العمرية وشرائح المجتمع. وفسر السيد "برنار فيليب" المستشار الأول للممثلية الأوروبية بتونس تبني هذه الأخيرة بقوة فكرة المشروع بالإقتناع بنجاعة المبادرة. وأكد بنفس المناسبة أن الثقافة تبقى ذلك العنصر بالغ الأهمية في التواصل بين الشعوب قبل أن يثني على طرافة الفكرة ويتوقع النجاح والتواصل للمبادرة. وأظهر مختلف الحضور من الداعمين للمهرجان تحمّسهم لسعي المنظم إلى ادخال البعد المغاربي على التظاهرة واستعدادهم لدعم مختلف المبادرات الثقافية التي تهدف إلى تشجيع التبادل والحوار الثقافي.