مع اقتراب المهرجانات الصيفية وتأكد متعهدي الحفلات من تنظيم التظاهرات الثقافية بدأت الملفات تتقاطر على اللجان المكلفة بضبط البرمجة وقد تمكنا من معاينة عدة اقتراحات وتتوقف خاصة في هذه الورقة عند أسعار الفنانين والملاحظة الأبرز التي استرعت انتباهنا أن العديد من الأسماء قد انخرطت في ما يمكن أن نسميه بالتخفيضات في الكاشيات مقارنة بما كانت تقترحه سابقا. إذن لقد استطاعت ثورة 14 جانفي أن تحد من صلف الأسعار ورغم ذلك فإن المشرفين على العروض الصيفية بدوا عازفين عن برمجة قامات كبيرة ولعل هذا يعود بالأساس إلى محدودية الميزانيات إذن في ظل هذا «الصولد» الصيفي الفني ستضبط قائمة السهرات ونسوق إلى القراء بعض الأرقام التي تحصلنا عليها رغم التكتم الشديد من المتعهدين الذين لم ينخرطوا بعد في واقع الشفافية: جيل جيلالة 6 آلاف أورو، ميادة الحناوي 60 ألف دولار، فضل شاكر كان يقدم عروضه في تونس بمبلغ لا يقل عن 45 ألف دولار ولكنه يتنازل عن هذا الرقم ويقترح 30 ألف دولار، إليسا تراجع المقدار المالي لسهراتها من 45 ألف دولار إلى 30 ألف دولار، علي الحجار 20 ألف دولار، أنغام 60 ألف دولار، آمال ماهر رفعت في أجرها وأوصلته إلى 40 ألف دولار، نفس الشيء بالنسبة إلى أصالة نصري 60 ألف دولار، آدم 25 ألف دولار، أما زياد برجي فقد راجع فاتورته من 15 ألف دولار إلى 10 آلاف دولار ونفس المبلغ بالنسبة إلى أيمن زبيب، الفنانة بهاء سلطان 22 ألف دولار، ريان 7 آلاف دولار، هيام يونس وهي في خريف العمر تطلب 10 آلاف دولار، أما عن الأصوات التونسية فتتراوح المبالغ بين 8 آلاف دينار و50 ألف دينار. وسنواصل في أعداد قادمة مد القراء بتفاصيل عن كاشيات الفنانين التونسيين خاصة أننا لاحظنا شططا كبيرا في المبالغ التي تضعها بعض الأصوات التي مكنتها الثورة من إيجاد موطئ قدم في الساحة الموسيقية، إذن كان من باب أولى وأحرى بهؤلاء أن يكونوا رحماء بكاسات المهرجانات.