اقدام السلطات البريطانية على اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في القدسالمحتلة خلال زيارة له هذا الاسبوع الى العاصمة البريطانية لندن يعد خطوة استفزازية خطيرة وأخطر منها التهمة المركبة التي وجهت لشيخ الاقصى وهي تهمة معاداة السامية التي سبق للناشط الفلسطيني أن برأته منها محكمة اسرائيلية. فليس سرا أن هذه التهمة التي وجدت فيها اسرائيل سلاحا ذو حدين لملاحقة ومحاكمة كل من يتجرأ على انتقاد أوتعرية سياستها الاحتلالية تبقى صك البرائة الذي وجدت فيها أوروبا طريق الخلاص من عقدة الذنب التي تلاحقها بسبب الهولوكوست... صحيح أنه لا أحد كان يتوقع من لندن تكريم الشيخ رائد صلاح عدوالاحتلال الاسرائيلي ولكن احتجازالشيخ ثم نقله الى أحد السجون المعدة للمجرمين في انتظارأن يتم ترحيله لم يكن أيضا بالامر الوارد أوالمتوقع ومن غير المحتمل أن يكون الشيخ رائد صلاح على دراية بما كان ينتظره في بريطانيا... والحقيقة أن في استهداف الشيخ رائد صلاح وتعمد اهانته من طرف السلطات الامنية البريطانية ومعاملته معاملة المجرمين رسالة من شأنها أن تحمل في طياتها أكثر من بعد قد لا يخفى على ملاحظ فهي وان كانت تكشف عن انحيازأعمى لاسرائيل فانها تعكس أيضا حجم وعمق وتغلغل نفوذ اللوبي اليهودي في هذا البلد ودوره التاريخي الفاضح في استمرار الاحتلال الاسرائيلي على مدى عقود غريب فعلا ما يحدث في العاصمة البريطانية لندن التي تصر على اعتقال ناشط فلسطيني يدافع عن حق شعبه في الحرية والسيادة والكرامة,ولكنها تبدو أكثرليونة وعطفا وأشد حرصا في المقابل على مساعدة المسؤولين الاسرائيليين العسكريين منهم والسياسيين المتورطين في جرائم ضد الانسانية على الهروب من العدالة , بل وتعمد الى تأمين السبيل لهؤلاء للافلات من قبضة القضاء البريطاني وترحيلهم في كنف السرية قبل أن يتعرض لهم القضاء البريطاني استجابة لدعاوى رفعها أهالي الضحايا الفلسطينين الذين وقعوا في مجازر الخليل والقدس وصبرا وشاتيلا والرصاص المصبوب أو غيرها... سجل البريطانية في هذا المجال مثقل بالخدمات المجانية لفائدة اسرائيل , وكما سبق لها لبريطانيا ان وفرت لشارون الحصانة حتى مغادرته أراضيها في احدى زياراته قبل أن يسقط في غيبوبته الطويلة فقد ساعدت كل من تسيبي ليفني وايهود باراك وليبرمان واخرون على النجاة برؤوسهم قبل أن يتعرضوا للاعتقال على ترابها رضوخا لضغوطات اسرائيل ومساوماتها. ليست هذه المرة الاولى التي يستهدف فيها الشيخ رائد صلاح الذي نجا بالامس القريب من محاولة اغتيال خلال عملية القرصنة التي تعرضت لها سفينة مرمرة التركية ضمن قافلة الحرية لكسر الحصارعلى غزة ولن تكون الاخيرة لسبب بسيط وهوأن اسرائيل التي تم تصنيفها قبل شهرين ضمن قائمة واشنطن الدول الراعية للارهاب سرعان ما تم شطبها من اللائحة التي لم يطلع عليها كثيرون أما كيف ولماذا حدث ذلك فهذا ما لا يمكن لاي كان في واشنطن الاجابة عنه... ولكن ما يمكن الاجابة عنه أن اسقاط اسرائيل من قائمة الدول الراعية للارهاب واعتقال الشيخ رائد صلاح لن يسقط حصار غزة من الاجندا الدولية... [email protected]