قضت الدائرة الجنائية الأولى بمحكمة الكاف الابتدائية بسجن كهل تجاوز الاربعين من عمره بقية العمر وكان هذا المتهم وهو أصيل مدينة بوسالم بجندوبة تورط في جريمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه موت وذهب ضحيته والده المسن الذي تجاوز السبعين وتفيد تفاصيل هذه الجريمة البشعة أنه منذ مدة طويلة كانت بعض المشاكل العائلية تطرأ بين الطرفين لأن الابن الذي تزوج وأنجب اطفالا كان بحالة احتياج دائما لأنه عامل يومي بسيط وأحيانا كثيرة كان يلجأ إلى والده الذي يساعده مرات ويرفض مرات وفي بداية السنة الحالية كانت الظروف المادية للمتهم في أسوإ حالاتها لأنه لم يستطع تسديد معلوم كراء السكن الذي تسوغه لعائلته فاتصل بوالده الذي يسكن بمفرده في محل سكنى على ملكه وطلب منه السماح له بالمجيء رفقة عائلته للسكنى معه لكن الاب رفض رفضا قاطعا هذه الفكرة لاسباب يمكن تفسيرها بعدم قدرته على مجابهة المشاكل العائلية وهو الرجل المسن.. وحاول الابن معه مرة باللين والإلحاح ومرة أخرى باستعمال العنف اللفظي إلى أن تحكم منه الغضب فانهال عليه ضربا بواسطة عصاه وحاول الاب تفادي ذلك بأن هرب منه إلى غرفة أخرى لكن الابن التحق به وواصل الاعتداء عليه بالعنف إلى أن خارت قواه فسقط أرضا وفارق الحياة.. ولم يغادر القاتل المكان في تلك الليلة وقام بنقل جثة والده إلى الفراش ومدده عليه كما قام بإزالة آثار الدماء العالقة بأرضية الغرفة التي شهدت هذه الجريمة وجلس ليكمل بقية ليلته بجانب جثة والده.. وفي الصباح أطلق عقيرته بالصياح معلنا عن عثوره على والده ميتا ولم يفد هذا التمويه في شيء لأن الأعوان اكتشفوا الحقيقة بسرعة وهي التي اعترف بها وتم عرضه على الفحص الطبي لمعرفة سلامة مداركه العقلية وجاء التقرير الطبي ليقول أنها سليمة ويتحمل مسؤولية ما ارتكبه... وهكذا سلطت عليه المحكمة عقوبة السجن مدى الحياة.