سجلنا ارتفاع عدد الاذاعات التي تبث برامجها على الواب بشكل ملحوظ حيث تجاوز عددها 33 إذاعة خصوصا أن مثل هذه الوسائط لا تحتكم لقانون يحدد نشاطها وينظم عملها من الناحية الأخلاقية أو المهنية. في هذا الإطار اتصلت «الأسبوعي» بعديد المسؤولين وذوي الصلة بهذا المجال وقد أكد أغلبهم جهله بعدد هذه الإذاعات التي تبث برامجها على الأنترنات. لذا وبحثا عن الهوية الحقيقة لمثل هذه الإذاعات وعن الضوابط الأخلاقية لها اتصلت «الأسبوعي» ببعضها فكان ما يلي... أمال عدواني (TMR رادس): «راديو «تي أم أر» يضم قرابة 45 شابا بصفة تطوعية. انطلقت في البث منذ سنة 2009 لكن في شهر فيفري 2011 توقفت عن البث بسبب الأشغال لتهيئة المقر والتي ستنتهي مع شهرأوت لنعود من جديد إلى سالف نشاطنا لمواصلة المشوار»، وعن الصعوبات التي اعترضتها بعد انطلاق بث الراديو بينت أمال عدواني أنها بالأساس صعوبات مادية لكن بفضل الدعم الذي حضوا به من قبل سلطة الاشراف تمكنوا من التغلب على كل العوائق الأخرى. المادة التي تبث فإنها تشمل برامج متنوعة حوارية ورياضية وثقافية وترفيهية استقطبت مايقارب 6000 مستمع. وعن إمكانية بث هذه البرامج على «الاف أم» صرحت أمال العدواني أنها تأمل أن يتحقق ذلك قريبا خصوصا بفضل الشباب الموجود والذي يضم طلبة وتلاميذ سعت إلى تكوينهم وتأطيرهم بالشكل المطلوب. أما بشأن نية إنشاء هيكل نقابي يدافع عن حقوقهم فقد أوضحت أنه في السنة الفارطة تمت برمجة ملتقى وطني لإذاعات الواب لكن لم يقع إنجازه وذلك نظرا لغياب العامل المادي. لذا لا يمكن الحديث عن إنشاء نقابة قبل الاعتراف بهذا النوع من الوسائط عن طريق بعث قانون أساسي لهم. أمير بوجناح (راديو مهبول) أكد أمير بوجناح أن «راديو مهبول» انطلق بثه يوم 13 فيفري 2010 وأضاف «لقد حققنا نجاحا ملحوظا منذ الانطلاقة الفعلية في البث ونافسنا الإذاعات التي كانت تبث حينها على «الأف أم» والدليل على ذلك الاحصائيات التي سجلت بفضل البرامج التي كانت تقدم والمدعوين الذين كانوا يحضرون لإثراء فقرات البرامج. في المقابل وقع استدعاؤنا في عدة برامج إذاعية على غرار «جوهرة أف أم» و الإذاعة الجهوية بصفاقس و إذاعة المنستير لكن تم يوم1 ديسمبر حجب الإذاعة عن البث بسبب دعوة وصلتنا من لجنة التنسيق بسوسة ولم نتمكن من الحضور ولم تعد الإذاعة لاستئناف نشاطها إلا حين قرر الرئيس المخلوع منح المواقع التي تم حجبها التأشيرة من جديد للعودة. معز بن مسعود (مدير قسم الاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار) في اتصال جمعنا بمعز بن مسعود مدير قسم الاتصال بمعهد الصحافة أكد بالقول أن «»الإنترنات» تعد أكثر وسائل الإعلام الإلكتروني انتشارا، وتمتاز بقدرتها على الاستفادة من وسائل الإعلام السابقة دون محوها؛ فمع ظهور الانترنات وجدت الصحافة الإلكترونية على سبيل المثال- بجوارالصحافة الورقية، ووجدت الإذاعة الإلكترونية بجوارإذاعة الأثير، كما استطاعت الانترنات أن تحتوي الفضائيات وكل وسائل الإعلام من المجلات وغيرها. وليس أدل على أهمية الإعلام الإلكتروني من أن الأعداد تتزايد في استخدامه بشكل لافت للنظر. وقد أثبتت الانترنات في الكثير من البلدان العربية كذلك قدرتها على استيعاب الموجات الإذاعية عبر تركيز عديد المحطات الإذاعية التي تبث عبر الانترنات. ففي تونس مثلا، وبعد التحرر النسبي الذي شهده المشهد الإعلامي والاتصالي، بدأنا نلاحظ ظهور إذاعات تبث عبر الانترنات - ولو أن هذه الظاهرة تعتبر قديمة جديدة إلا أن خطورتها تكمن في الفراغ التشريعي الذي يعيشه هذا القطاع. وحسب رأينا لابد أن نمنح الهيئة العليا لإصلاح قطاع الإعلام والاتصال في تونس الصلاحيات الضرورية لتنظيم هذا القطاع حتى لا يكون دورها فقط استشاريا. كما أن صاحب أي مشروع راديو يبث عبر الأنترنات لابد أن يعلم أن الحقيقة، والدقة، والحياد، والاستقلالية من القيم الأخلاقية الراسخة التي يجب التشبث بها عند القيام بالعمل الإعلامي، وأن المحتوى الذي يقدم عبر الانترنات إذاعيا يخضع هوالآخر إلى مقاييس وأخلاقيات تحترم المصلحة العامة والمسؤولية تجاه الجمهور. أما الإشكالية الأخرى المطروحة بخصوص الإذاعات التي تبث عبر الانترنات فتتعلق بمسألة التمويل الحياد حيث يجب أن نشترط في ظل أي ظرف من الظروف الاستفادة من التمويلات الخارجية المقدمة من قبل منظمات أومساهمين، وذلك ضمانا لاستقلالية الوسيلة الإعلامية، وتجنبا لكل القيود التي قد تفرض على هذه الوسيلة من جانب الجهات الممولة. سعيدة الميساوي