"هنالك الكثير من الكفاءات التونسية المستقرة بالخارج وعددها يقارب ال 10 بالمائة من جملة الجالية التونسية وهم على أتم استعداد للاستثمار ولكن نظرا لكثرة مشاغلهم لا بد أن تتكون لجان في كل منطقة تتحاور معهم وتعرض عليهم المشاريع حتى يتسنى لهم المشاركة فيها. أما في ما يتعلق باستثمارات الجالية التونسية بالخارج فان الجميع على أتم استعداد للاستثمار في تونس سيما أن الظرفية الحالية لا تفرض ادنى قيود مثلما هو معمول به في السابق. ولكن مازال الخوف مسيطرا عليهم لا سيما في ظل عدم استقرار الوضع في البلاد ولابد للحكومة المؤقتة أن تعمل على توفير أرضية مستقرة لاستقطاب المستثمرين الأجانب". هذا ما أكده السيد منصف القيطوني (رئيس جمعية الصداقة التونسية الكندية بكندا)على هامش الندوة التي التامت أمس تحت شعار "دور الكفاءات التونسية بالخارج في دعم التنمية الوطنية بعد الثورة" بحضور السيد محمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية وممثلين عن الديوان. وقد كان اللقاء فرصة للإنصات إلى ابرز مشاغل الكفاءات التونسية في الخارج فضلا عن عرض مقترحاتها. وقبل أن يبدي ملاحظاته أشار السيد طيب منيلي (صحفي ببروكسال) إلى شغور القاعة حيث أن عدد الكفاءات الحاضرة في هذا اللقاء لا يتجاوز ال 25 مقارنة باللقاءات التي كانت تعقد في السابق وهو ما يؤكد أن نظام بن علي احتل جميع هياكل الديوان بالخارج...واقترح في هذا الصدد أن يقع إحداث "ثورة" داخل ديوان التونسيين بالخارج لإعادة هيكلته من جديد وأشار إلى أن مصطلح dégage ليس عيبا وإنما ثقافة ستدرس استنادا إلى أن ذات الشعار رفع في "قلب أثينا" على حد تعبيره مشيرا الى ضرورة التمسك بموعد 23 اكتوبر الذي "يمثل موعدا مقدسا". أما السيد احمد (مستثمر تونسي مقيم بمونيخ بألمانيا) فقد تطرق إلى مسالة الانفلات السياسي والإداري الذي تعاني منه البلاد. فقد تقدم بمشروع فلاحي من شانه أن يساهم في تشغيل ما يقارب ال100 شخص في شهر ديسمير (قبل الثورة) وتم قبول المشروع الذي امضي عليه كاتب عام ولاية توزرالذي يمارس حاليا مهامه كوالي للمنطقة. ومع ذلك تفاجأ بعدم السماح له بانجاز مشروعه... من جهة أخرى تذمر السيد طارق(مقيم بفرنسا) من غلاء تذكرة الطائرة التي بلغت ال 2000 دينار وهو ما اعتبره أمرا غير عادي خاصة أن العائلة التي تتكون من 4 أفراد يصعب عليها المجيء. ومن هذا المنطلق اشار الى ضرورة العمل على تخفيض أسعار تذاكر الطائرة. ومن جهته تطرق السيد عبد الحميد (مقيم بفرنسا) إلى مسالة الانتخابات للتأسيسي مؤكدا على ضرورة ضبط آليات تتعلق بتسجيل المواطنين بالخارج في انتخابات التأسيسي سيما الذين يتواجدون حاليا في تونس وسيعودون الى بلدان اقامتهم في شهر اوت. تجدر الإشارة إلى أن عدد الكفاءات التونسية بالخارج لسنة 2010 يقدر حسب وزارة الشؤون الخارجية ب 60 ألف كفاءة في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية. ورغم ذلك فان الواقع يبرز محدودية دور هذه الكفاءات في المشاركة الفعلية في التنمية وقد خلصت ابرز المقترحات إلى ضرورة وضع الية واضحة للعناية بالكفاءات التونسية بالخارج ودعم الشراكة بين تونس وبلدان الإقامة في مجال نقل التكنولوجيا...