علياء بن نحيلة أعاد اتحاد الكتاب العرب بإجماع كل أعضاء المكتب الدائم العضوية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ومكنهم بذلك من العودة إلى محيطهم الثقافي العربي بعد أن علقت عضوية اتحادهم منذ سبع سنوات، وتمت دعوة الاتحاد إلى حضور الاجتماع القادم للأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب الذي سيعقد في شهر نوفمبر القادم بالجزائر. هذا الانجاز الدبلوماسي والثقافي لا يمكن أن نهنئ به العراقيين وحدهم وإنما أيضا كل المثقفين العرب لأنه سيعيد ربط الصلة وسيعمق الروابط بين الأدباء العراقيين والأدباء في كل البلدان العربية بعد ما عانوه من محاولات عزلهم عن بعضهم البعض وعن محيطهم الثقافي العربي. وقد جمدت عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين عام 2003 خلال اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الكاتب علي عقلة عرسان بسبب تباين رؤى ومواقف كتابه من الإطاحة بصدام حسين والاحتلال الأمريكي ( رغم أن البعض رأى في عملية التجميد وقتها أمرا مرفوضا لان الاحتلال كان حدثا سياسيا عاما، وليس شأنا خاصا بالكتاب والأدباء العراقيين الذين لم يكونوا كلهم موالين لنظام صدام حسين ولا كلهم ضده بل كانت مواقفهم مختلفة متباينة). هذه العضوية كانت من الملفات التي استنفدت وقت وجهد اتحاد الكتاب العرب حيث كانت تطرح في كل الاجتماعات تقريبا دون التوصل إلى إجماع يسهل هذه العودة أو على الأقل يمهد لها دون اعتراضات أو انسحابات من اتحادات كتاب أخرى. وهذه العودة سببت الكثير من الجدل والإحراج لكل البلدان الأعضاء وكانت أيضا سببا في انقسامهم إلى شقين في اجتماع القاهرة لسنة 2010، شق يوافق على إرجاع العراقيين للصف العربي بإعادة العضوية لهم كاتحادات : مصر والمغرب والإمارات والسودان وسلطنة عمان والكويت ولبنان والجزائر والبحرين، والشق الثاني المعارض لهذه العودة يتكون من : سوريا، فلسطين، الأردن، تونس، وليبيا التي هدد بعضها بالانسحاب إن تمت إعادة عضوية الاتحاد للكتاب العراقيين. واليوم وبعد أن عاد الدر إلى معدنه وتم تجنيب الكتاب العراقيين الدخول في مرحلة تشرذم وانقسام كما هو حال اتحاد كتاب فلسطين بعد الانتخابات الأخيرة التي أجراها الكتاب الفلسطينيون في رام الله بإسم المؤتمر الثاني لاتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين ، تحضرني أمنية عقد قمة عربية للثقافة ترسم فيها إستراتيجية ثقافية وأدبية جديدة لمواجهة التحديات الكبيرة التي أفرزتها الثورات العربية ويمليها علينا الواقع العربي الجديد هذا الواقع الذي لا بد للأديب العربي من أن يعيه، ومن أن يقوم بدوره في تحقيق أهداف هذه الثورات والتاريخ لها.