محمد الطوير منذ أيام في حمص، وبالأمس قرب دمشق وفي أنحاء أخرى متعددة داخل التراب السوري، ومسلسل استباحة دماء المواطنين السوريين وتقتيلهم بصورة منهجية وبلا رحمة متواصل من جانب قوات نظام حزب البعث ورئيسه بشار الأسد، الذي يبدو أنه لم يدرك بعدُ، أو بالأصح لا يريد أن يدرك أن الامعان في البطش لن يزيد الوضع إلا اشتعالا وأن زمن خنوع الشعوب العربية لإرادة الطغاة من حكامها وخضوعها لإرادتها، ليس حبا فيها، بل خوفا من انتقامها، قد ولى بعد تجربتي ثورتي تونس ومصر. هذا المسلسل الدامي يتواصل تحت بصر المجموعة الدولية التي لم تتحرك إلى حد الآن بالقدر المطلوب لفرض إنهاء معاناة المواطنين السوريين الذين انتفضوا من أجل الكرامة والحرية في حين أنها تملك من الوسائل التي تكفل لها بلوغ هذه الغاية الشيء الكثير، ولسنا هنا في وارد الحديث عن الوسائل العسكرية التي نرفض إقحامها في المعادلة لاعتبارات تتعلق بحرمة الأراضي الوطنية. ولعل من هذه الوسائل ممارسة ضغوط وفرض عقوبات سياسية وديبلوماسية واقتصادية أكثر حدة تطال كافة مجالات التعاون والمبادلات، وهي الوسائل التي أثبتت نجاعتها في أكثر من مناسبة في السابق كما في جنوب إفريقيا أيام نظام الحكم العنصري للبيض، وكذلك في ليبيا في إطار قضية لوكربي والتي أجبرت في نهاية المطاف العقيد معمر القذافي على دفع التعويضات المطلوبة. إن الشعب السوري كما غيره من الشعوب العربية الأخرى التي تعيش حياة القهر والظلم والحرمان من حقوقها العادلة يستحق أن يجد من المجموعة الدولية المساندة والدعم المطلوبين، وقد آن الأوان لكي تتخلى القوى الفاعلة في هذا العالم عن حساباتها المصلحية الضيقة لتنتصر قولا وفعلا للمبادئ الكونية التي كثيرا ما زعمت الدفاع عنها.