صدر هذه الأيّام عن دار سيراس للنشر بتونس الكتاب الجديد للأستاذ عياض بن عاشور. يحمل الكتاب الذي يرد في 194 صفحة باللّغة الفرنسية عنوان: الفاتحة الثانية, الإسلام وفكر حقوق الإنسان « ويواصل عيّاض بن عاشور أستاذ القانون العام وفلسفة القانون والمختصّ في الفكر السياسي للإسلام من خلاله مشروعه في البحث الذي يسعى لإثبات أن الإسلام يحمل داخله أسباب الإنخراط في الحداثة وأنه أي الإسلام ليس في تعارض مع فكر حقوق الإنسان في بعدها الإنساني والكوني. يقترح عيّاض بن عاشور في كتابه قراءة جديدة لما ورد في الأحكام التي جاءت بها الآيات القرآنية الكريمة من 23 إلى 37 من سورة الإسراء. وقد اقترح الباحث جمعها تحت تسمية «الفاتحة الثانية». وقد توصل صاحب الكتاب من خلال إحكام التمعن في هذه الآيات إلى أنّها تتميّز بأنّها تقود المؤمنين وغير المؤمنين إلى جملة من المعايير الأخلاقيّة التي تحمل نفسا كونيّا والتي قد تكون ذلك المنطلق لبناء القانون الحديث. قدر الفكر الإسلامي اليوم حسب الباحث بعد القراءة وإعادة القراءة أن يوضع على طريق التجديد مشيرا إلى أنه آن الأوان كي يوضع هذا الفكر على سكّة الديمقراطية وأن يأخذ طريق الحريّة ويسلك نهج دولة القانون. حينئذ فقط يمكن أن يتبنّى الإسلام حسب الباحث مقولة أنّ الإنسان يولد ليكون ديمقراطيّا. وإذ يملك الأستاذ عيّاض بن عاشور الأدوات اللاّزمة للتّحليل والإستنتاج مستفيدا مما ما بلغته العلوم الإنسانية والإجتماعية من تطور فإنّه في تواصل مع النخبة النيّرة من المفكرين المسلمين الذين تفطّنوا منذ بداية بناء الدولة الإسلامية إلى أن القانون هو الضّامن لاستمرار الدولة ولاستمرار التعايش السلمي أو كما قال الإمام علي ابن أبي طالب ليس بكثرة المسلمين يستمد القانون شرعيّته وإنّما يمنح القانون الناس شرعيتهم حتّى وإن كانوا أقليّة. الإمام الغزالي بدوره كان قد استبق المشرّعين المحدثين في العالم عندما قال أنك تعرف الرجال من خلال القانون الذي ينظمهم. على كل ستكون الفرصة متاحة لمن يرغب في مناقشة هذه الأفكار وغيرها ومناقشة المؤلف حولها من خلال لقاء هيأته للغرض مؤسّسة سيراس بالعاصمة. سيحضر عيّاض بن عاشور الذي يرأس وكما هو معروف الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الدّيمقراطي اللّقاء المذكور. ومن الأسماء التي دعيت للمشاركة في النقاش نذكر بالخصوص الأستاذ عبد المجيد الشرفي. الموعد: مساء الإربعاء 27 جويلية القادم بفضاء سوفينيبة بقرطاج.