اللقاء معها كان ممتعا وشيقا فالمرأة كانت تتحدث عن تجربتها بحماس فياض كما لو كانت تجربة وجودية انها الاستاذة في الآداب والصحفية والكاتبة ايزابيل سواراز بوملالة وهي من أصول برتغالية وجنسيتها فرنسية ومتزوجة من تونسي وهو السيد بلقاسم بوملالة أصيل الجريد وتحديدا مدينة نفطة ويمكن القول أن هذا التلاقح الحضاري والثقافي بين الغرب والشرق بين الحضارة الفرنكفونية واللاتينية من جهة والحضارة العربية الاسلامية أثّر بشكل أو بآخر في تجربتها الابداعية..السيدة ايزابيال سواريز بوملالة هي مؤلفة كتابDans lombre de la Reine «في ظل الملكة» والصادر عن دار ميشال لافون للنشر في 8 جوان الماضي وهو كتاب يروي دور ليلى الطرابلسي في الحياة السياسية وتأثيرها القوي ونفوذها الفاعل في تسيير شؤون الدولة كما لو كانت القائد الفعلي للبلاد كما يروي الكتاب الذي يقع في 185 صفحة من الحجم المتوسط السيرة الذاتية لليلى الطرابلسي كما يشمل هذا الأثر على عديد الشهادات بشأن وقائع وأحداث عرفتها البلاد طيلة 23 سنة من الحكم الديكتاتوري وتفاصيل الأيام الاخيرة لحكمه وتقول السيدة ايزابال لقد كانت كتابة هذا الأثر أشبه بالمغامرة والتحدي فلقد كانت الغاية الأساسية هي أن تنقل للناس خفايا وأسرار «حكم بن علي وأن يتعرف القارئ عن قرب عن شخصيته وتأثيرات المحيطين به في أخذ القرار وتسيير دواليب الدولة..وأضافت السيدة ايزابال سواراز بوملالة بالقول الهدف من هذا الكتاب ليس الربح المادي اطلاقا بدليل أني لم أتقاض اي مليم من عائدات المبيعات كما أن السيد لطفي بن شرودة الشاهد الرئيسي في هذا الكتاب وعكس ما يروج فإنه لم يقبض ولو فلسا واحدا الى حد الآن مقابل الادلاء بشهاداته على العصر. تداخل الأبعاد وعن حيثيات كتابة هذا الأثر تقول السيدة ايزابال بوملالة أنها فكرت مليا قبل أن تقدم على صياغة شهادات لطفي بن شرودة «الراوي الرئيسي للأحداث وأن اتخاذ مثل هذا القرار ليس أمرا سهلا ولا هو بالهين خصوصا وأن الأمر يتعلق بشخصية تاريخية كثر حولها الجدل لكنها في الاخير أرتأت خوض التجربة بكل تجلياتها مضيفة أنها درست كل الجوانب ومنها البعد القانوني لاسيما وأن الامر يتعلق بما يشبه السيرة الذاتية للرئيس المخلوع وزوجته وأقاربه ومحيطه مبينة بالقول:« التداخل بين الحياة الشخصية والحياة العامة بشخصية نافذة وفاعلة وعندئذ تكون الحياة الشخصية «ملكا» للجميع ولهذا أردت أن أكتب هذا الكتاب والذي صنّفه النقاد في فرنسا على أنه أثر جيوسياسي Géo-politique وليس مجرد شهادة عن العصر أو سرد لاحداث ووقائع. 19 ساعة يوميا للكتابة بعد أن أمضيت العقد مع لطفي بن شرودة في 19 جانفي 2011 تقول السيدة ايزابال سواراز بوملالة انطلقت في تجميع المعطيات والمعلومات ثم في الكتابة والتي استغرقت حوالي الشهرين. وتضيف : كنت أقضي 19 ساعة يوميا في مكتبي للكتابة وصياغة المعطيات وتبويبها حتى أني أصبت بارهاق شديد في منتصف شهر أفريل وانقطعت عن الكتابة لمدة 3 أيام لكني أردت أن أكسب الرهان وأتحدّى الصعوبات وأن أحقق هدفي وهو الوصول بالأثر الى بر الأمان وهو ما تحقق يوم 19 أفريل المنقضي عندما فرغت من كتابة هذا الأثر وعندئذ كسبنا الرهان ونجحنا في المغامرة ولذا كانت تجربة الكتابة عندي أشبه برحلة مجهولة وبمغامرة شاقة ومضنية بحلوها ومرّّها لكنها كانت ممتعة قبل أن تضيف «أن أحلى لحظات الفرد هو أن ينجح في إنجاز ما وعد به ذاته». «في ظل الملكة» مجرد بداية وكما قالت السيدة ايزابال بوملالة :«لقد كنت أصارع الزمن وأسابقه لما هممت بكتابة هذا الأثر» قبل أن تضيف أن تجربة كتابة تاريخ تونس لن تتوقف عند هذا الحد إذ تقول :«أريد التعمق في ما ورد من شهادات في هذا الكتاب لاسيما وأن الوقت لم يسمح لي بمزيد من التحليل والتأويل والتأمل وقد قالت أيضا أنوي أيضا:« أن أكتب عن بدايات هذا البلد الثري برجالاته وحضاراته المتعاقبة وستكون البداية بكتاب حول تونس والمرور من الحضارة الفينقية الى الحضارة الرومانية». نسعى الى ترجمة الكتاب وختمت السيدة ايزابال سواريز بوملالة حديثها معنا أنها تسعى الى تعريب هذا الكتاب وقد يتم ذلك خلال الاشهر القليلة القادمة كما تنوي أيضا ترجمة هذا الأثر الى اللغة الانقليزية وتمنت السيدة سواريز بوملالة أن ترسو الثورة التونسية نحو شاطئ الأمان وأن تحقق ثورة الكرامة والحرية كل أهدافها خصوصا وأن هناك من يتربص بها في الداخل والخارج. جالسها منذر العوني
ايزابيل بوملالة تقاضي مسؤولا أمنيا بمطار تونس -قرطاج خطأ في الاعلامية منع لطفي بن شرودة من السفر.. وتخلفت الكاتبة عن موعد دار النشر بفرنسا علمت «الأسبوعي» أن ايزابيل سواريز بوملالة قد قررت مقاضاة أحد مسؤولي أمن مطار تونسقرطاج على خلفية المعاملة السيئة التي وجدتها يوم 7 جوان عندما كانت تستعد للسفر الى فرنسا صحبة الشاهد الرئيسي في كتابها «في ظل الملكة» خادم القصر الرئاسي سابقا لطفي بن شرودة. وأفادت «ايزابيل» في رسالة مكنت «الأسبوعي» من نسخة منها أنها طلبت من محاميها الأستاذ بدر الدين بن يوسف رفع شكوى ضد المسؤول الأمني موجهة له تهما عديدة منها توجيه عبارات ذات طابع عنصري ضدها وأيضا لسوء استغلال النفوذ.. قضية إهمال عيال وبينت مؤلفة كتاب «في ظل الملكة» أنها بينما كانت تستعد للسفر مع لطفي بن شرودة وفق دعوة موجهة اليهما من دار النشر «لافون» لإمضاء الكتاب الجديد فوجئت بأعوان الديوانة يرفضون مرور لطفي بن شرودة ووقع منعه من الالتحاق بالطائرة التي كانت تستعد للاقلاع بدعوى أنه في رصيده قضية إهمال عيال عندها تدخلت لإذابة الجليد وتوضيح المسألة خاصة أن موعد إقلاع الطائرة بدأ يقترب وقد يحرمان من السفر ومن الحضور في فرنسا حسب الموعد المحدد. وذكرت أنها التحقت بلطفي بن شرودة الى مكاتب مصالح الديوانة أين شرحت للأعوان الوضع حيث وعدوها بأنهم سيتصلون بالجهات القضائية المعنية لاعطائه الضوء الأخضر للسفر لكنها في النهاية وجدت نفسها في مواجهة مسؤول أمني بارز في المطار ورغم انها اتصلت بمكتبها بفرنسا وحاولت أن تمرر له السماعة لاطلاعه على دقة الظرف الا أنه تجاهلها (حسب ما أوردته في الرسالة) وبقي يتحدث مع لطفي بن شرودة غير مكترث لأمرها. زوجها التونسي يرسل إليها محاميا كما قالت في رسالتها أنها طلبت من هذا المسؤول أن يشرح لها الأمر لكنه واجهها (حسب زعمها) بلغة سليطة وبعبارات عنصرية وقال لها أيضا حسب ما جاء في الرسالة «ديڤاج» عندها قالت له بأنها تونسية وتابعت الثورة وساهمت فيها كما أن زوجها تونسي وأبناءها يحملون الجنسية التونسية ولن تغادر المطار إلا ويداها مغلولتان بالسلاسل. كما اتصلت في الآن ذاته بزوجها الذي بعث لها بالمحامي بدر الدين بن يوسف ليكون الى جانبها في هذه المحنة في المقابل تم اقتياد لطفي بن شرودة للسلط القضائية المختصة التي أحالته على منطقة الأمن بقرطاج أين تم تمكينه من رخصة عبور حيث تبيّن أن المعطيات الخاصة بقضية لطفي بن شرودة لم يقع تحيينها وظل ممنوعا من السفر بسبب قضية اهمال عبال والحال أنه قام بتسوية الوضع منذ سنة 2008 وتقتطع النفقة من مرتبه مباشرة منذ ذلك التاريخ فضلا عن أنه لو كان ممنوعا من السفر لما تم تمكينه من جواز سفر جديد صبيحة اليوم الذي كان سيسافر فيه.. عبد الوهاب الحاج علي