بقلم: آسيا العتروس تتسارع الاحداث بشكل يفوق كل التوقعات حتى باتت الثورة المعلوماتية تكاد لا تقدر على تغطية أخبار الثورات العربية المتأججة من بلد الى اخرو مواكبة ما تشهده من تحولات مثيرة باتت اليوم عصب مختلف وسائل الاعلام الدولية وصناع القرار في العالم الذين يتطلعون بدورهم لا الى استكشاف أسرار المرحلة القادمة وما يمكن أن يحمله الواقع الجديد فحسب ولكن ألاهم الى ما تستوجبه من مراجعة للكثير من الخيارات والتوجهات التي طالما تجاهلت مطالب الشعوب مع استمرارسقوط حلفاء الامس وحراس الخفاء للمصالح الاقتصادية والامنية والسياسية للغرب كتساقط أوراق الخريف.. وبين المجزرة الاسرائيلية في غزة وما الت اليه من فظاعات قد لا تقوى كل لغات العالم على نقل أطوارها وسردها وبين التوتر المتفاقم بين مصر واسرائيل على خلفية ما حدث في ايلات ومصير اتفاقية كامب دايفيد التي باتت على المحك وبين الاحداث الدموية في سوريا وما تحمله في طياتها من شهادات توثق ما يمكن أن يصله ظلم الحكام واستبدادهم عندما يتعلق الامر بقصف الشعوب يبدو واضحا أن العالم وليست المنطقة العربية وحدها يستعد لمواجهة تحولات وتغييرات مصيرية قد لا يقل وقعها عن تلك التي شهدها العالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية من موجات تحررية ومطالب استقلالية من براثن الاحتلال وقيوده وهي تحولات لن تكون من دون ثمن باهظ وقد دفعت حتى الان الشعوب العربية جزءا لا يستهان به في هذه الجولات الاولى من المعركة في انتظارالمعركة النهائية التي تسبق تحقيق الهدف المنشود والقضاء على تلك البقية المتبقية من الفساد وأعداء الحرية والديموقراطية ممن يحاولون شد عقارب الساعة الى الوراء... بالامس جاء قرار القاهرة بسحب السفير المصري من تل ابيب ليربك أكثر من طرف في اسرائيل ويتسبب في ازعاج واشنطن وحلفائها حتى أن بعض المصادر بدأت تروج عن استعداد اسرائيل التقدم باعتذار رسمي من مصر في أعقاب مقتل أربعة جنود مصريين في سيناء الامر الذي دفع بالاف المتظاهرين في مصر للخروج في مظاهرات احتجاجية مطالبين بطرد السفير الاسرائيلي الامر الذي لم يكن ليحدث قبل سقوط نظام مبارك. صحيح أن القاهرة تراجعت في وقت لاحق عن استدعاء سفيرها من تل أبيب وهو ما يوحي بأن أطرافا فاعلة قد تكون تدخلت لدفع مصر للتراجع عن قرارها وتجنب المزيد من التعقيدات في هذه المرحلة من الغليان التي يعيشها الشارع العربي الثائر... أنظارصناع القرار تتابع بالتأكيد ما يمكن أن تؤول اليه تطورات الازمة بين مصرواسرائيل وما اذا كان يمكن أن تمتد الى حد الغاء اتفاقية كامب دايفيد وما يمكن أن تؤول اليه كل تلك الافتراضات على مسار القضية الفلسطينية قبل أيام على توجه الفلسطينيين الى الاممالمتحدة للمطالبة باعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية والارجح أن تلك الانظارلا تهمل بأي حال من الاحوال ما يحدث في ليبيا من تساعر للاحداث مع دخول المعركة فصلها الاخير وبداية نهاية نظام القذافي الذي لن يتردد في ساعات الاحتظار الاخيرة عن القاء ما لديه من أوراق متبقية واطلاق العنان للكتائب لشن عملياتها الثأرية الانتقامية من السكان فقد اكتشف الشعب الليبي ومعهم بقية شعوب العالم أن رمز هذا النظام الايل الى السقوط لم يضيع وقته هباء وأنه استغل العقود الاربعة لنظامه لبناء ترسانة عسكرية عملاقة واستقدام ما يكفي من لسلاح والعتاد لمحاربة الشعب والقضاء على ارادته في الحياة... الثوار يتقدمون باتجاه العاصمة الليبية طرابلس التي يصر العقيد على تحويلها كبقية المدن الليبية الى خراب وقد وعدوا بانجاح الثورة وسيوفون بوعدهم في تحرير ليبيا من ظلامية العقيد على أن الاكيد أن مهمة الثوار لن تكون هينة ومسؤوليتهم في حماية الاهالي وتجنيب وقوع المزيد من المجازر ستكون أكثر من مهمة من أجل بناء المستقبل وتضميد الجروح... كما تونس وبعدها مصر ستكون ليبيا قريبا على موعد تاريخي...