فوجئ مؤخرا المسؤولون بمستشفى فرحات حشاد بسوسة بإسناد وزارة الصحة العمومية الصادق القربي سفير تونس السابق بالمغرب مبلغا يناهز 22 ألف دينار بعنوان رواتبه كموظف بالمستشفى المذكور بعد أن غادر السفارة إثر الثورة... ويذكر أن القربي كان غادر المستشفى برتبة رئيس قسم ليتقمّص عددا من المسؤوليات الحكومية في النظام البائد وعندما قضت الثورة على كل طموحاته أبعد من السفارة مما يعني أن عملية الالحاق قد انتهت وهو ما يحتّم عودته لمباشرة آخر وظيفة تقمصها قبل أن يغادر نحو مهام أخرى إلا أنه لم يباشر منذ تلك الفترة لاقتناعه بأن عودته غير مرغوب فيها من قبل زملائه والعاملين بالمستشفى إلا أن الوزارة عملت حسب ما تقتضيه النواميس وأدرجت مجموع رواتبه منذ انتهاء فترة الالحاق حتى شهر أوت وذلك بمعدل 2800 دينار كراتب شهري لكن مدير عام المستشفى فوزي كريم تفطّن للأمر وأعلم الوزارة بأنه لم يباشر منذ عودته من الخارج وبالتالي لا مجال لاسناده هذا المبلغ خاصة أنه يعتبر متغيّبا. وأكد مدير عام المستشفى في تصريح ل«الأسبوعي» صحة هذه الرواية حيث قال «.. بالفعل الدكتور صادق القربي لم يباشر عمله بعد انتهاء مهامه في المغرب ولا أيضا سجل حضوره وبالتالي يعتبر متغيبا زيادة عن أن هذا الغياب غير مبرّر لكن الوزارة طبقت القانون وأسندت له رواتبه، كما طبقت القانون عندما اعترضنا على هذه الرواتب (وهو اجراء إداري ضروري) فأرسلت لجنة للمستشفى لاستجلاء الأمر وبحثت فيه وتأكد للوزارة عدم مباشرته لمهامه...». ويذكر أن الصادق القربي أستاذ في الطب مختص في علم الخلايا والتشريح المرضي وكان يشغل خطة رئيس قسم بمستشفى فرحات حشاد قبل أن يتسلق سلم المراتب السياسية في زمن "المخلوع".