قدم رضوان الهذلي ضمن برمجة شهر رمضان الجاري على قناة حنبعل منوعة جديدة تحمل عنوان "ما زالت البركة" شبيهة بمنوعة "ستار صغار" التي قدمها على نفس القناة على امتداد سنوات وشدت إليها نسبة هامة من المشاهدين وعززت شعبية "عمي رضوان" في أوساط عديدة من الفئات العمرية والاجتماعية في بلادنا. والجديد في هذه المنوعة الجديدة أنها خاصة بالمسنين من آبائنا وأمهاتنا تكشف جوانب الطرافة والجد في الشخصيات التي تحضر في كل حلقة ليكون هؤلاء الضيوف أطرافا في تنشيط المنوعة وإدخال مسحة ترفيهية ببراءة الكبار استجابة لاستفزازات وتوجيهات رضوان الذي بدا في أحيان كثيرة كأنه لا يخاطب ضيوفه المتقدمين في السن وإنما أمام أطفال صغار. لقد قوبلت الحلقات القليلة التي تم عرضها في الأسابيع الأخيرة بردود أفعال متباينة بين مستحسن للفكرة باعتبارها بادرة تكرم شريحة هامة من المجتمع التونسي وتحديدا آبائنا وأمهاتنا لكن على طريقة «عمي رضوان « التي لا تخلو من طرافة وجمالية في تقديم المشاركين فيها فإن البعض الآخر استهجن الصورة والطريقة التي قدم بها صاحب الفكرة ومقدم منوعة «مازالت البركة» على اعتبارها مهينة لهؤلاء الآباء والأجداد نظرا لأن مقدمها يعمد إلى إظهار هؤلاء في صورة لا تليق بسنهم وموقعهم الأسري والاجتماعي ليكونوا على شاكلة مهرجين أو غير وقورين لأن المنوعة موجهة لاستغلال صدق وبساطة هؤلاء وردود أفعالهم العفوية بحثا عن النجاح في حين كان أجدر بمقدمها أن يجعل المنوعة شاملة من خلال إيلاء أهمية لجوانب تراعي منزلة هؤلاء العمرية وتقديمهم في صور يكونون فيها أكثر نضجا ووقارا ومصدرا للحكمة. استنساخ أم سرقة لكن يبدو أن الأيام القادمة ستكلف معد ومقدم هذه المنوعة والقناة التي تعرضها متاعب تصل ربما إلى حد الوقوف أمام القضاء للفصل في ملكية وأحقية الإنتاج والبث ل» مازالت البركة» والسبب هو أن محسن العباسي قال أنه بصدد إعداد الترتيبات اللازمة لرفع قضية عدلية ضد الطرفين بسبب الاستيلاء على هذه المنوعة مستدلا في ذلك بوثيقة تتمثل في شهادة إيداع للبرنامج بالمؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين بتاريخ 3جوان 2010 حيث يقول :» تعود بداية الفكرة -وهي من بنات أفكاري وتصوري- وبداية الاشتغال عليها إلى سنة 2005. وقد عرضتها على عدة منتجين ومنشطين وفنيين بالقنوات التلفزية التونسية العمومية منها أو الخاصة شأن غيرها من البرامج التلفزية الأخرى التي أملكها وأنتظر دخول بعضها حيز التنفيذ والإنتاج قريبا. وقد لاحظت في الحلقات التي عرضتها قناة «حنبعل» من «مازالت البركة» استنساخا للأصل الذي أملكه بكامل عناصره وجزئياته لكن غياب الدراسة وعدم الاحتكام إلى قواعد علمية وعملية وغياب الحرفية عوامل شوهت الفكرة وقدمت البرنامج في شكل يخلو من أي محتوى ويفتقد إلى صيغة محبوكة أو سيناريو مدروس بقواعد المنوعات مما أساء إلى الفكرة التي أعددتها للبرنامج الذي اخترت له في بداية الأمر عنوان «شاخ كيف شاخ» والذي كان مقررا أن تبثه قناة نسمة قبل الثورة ثم حولنا الوجهة إلى القناة الوطنية حيث كان من المفروض أن يحمل البرنامج عنوان» أستر يا ستار» حسب اختيار الشركة المنتجة له». كما أكد محسن العباسي أنه كان يراهن على نجاح هذا البرنامج ورواجه نظرا لعدة اعتبارات أبرزها أهمية الفكرة وطرافة محتواها فضلا عما حظي به البرنامج من دراسة شاملة لجميع الجوانب كفيلة بضمان تحقيق مفعوله الايجابي لدى المتلقي. وأضاف قائلا :» ما حز في نفسي أنني كنت بصدد الإعداد والتحضير مع أحد المنتجين لتنفيذ البرنامج على القناة الوطنية خلال الفترة القادمة ليمتد على حيز زمني هام وبطريقة في كنف الجودة والإتقان والسيناريو المحبوك يليق بالمشاركين فيه ويسر كل مشاهديه. فالفكرة لا تقدر بثمن وأنا متمسك بحقي المعنوي والمادي لذلك سأتابع المسألة قضائيا وسأعمل على المطالبة أولا بإيقاف مواصلة بث هذا البرنامج. فأنا حاليا متفرغ للعمل التلفزي خاصة في ما يتعلق بالبرامج والمنوعات وفي رصيدي حاليا سبعة برامج جاهزة قد يرى بعضها قريبا النور على شاشات أكثر من قناة في تونس ولكن ما تعرضت له جعلني أعيد النظر في عديد المسائل مما قد يؤثر على طموحي وقدراتي لتقديم الإضافة في المشهد السمعي البصري في بلادنا.»