تونس الصباح: ... كشف جانب من الحوار الذي انعقد امس في اعقاب المداخلة الاولى للملتقى الخاص بمساهمة البحث العلمي الفلاحي في احداث المشاريع ودعم التشغيل.. عن زوايا جديدة في تشخيص العوامل الكامنة وراء ضجة الحليب الأخيرة وتداعياتها ولا سيما منها المتعلقة بالاعلاف.. حيث تحدث احد المنتجين عن كثرة الاخطاء التي ارتكبت سابقا في التعاطي مع قطاع الاعلاف ظل الفلاح على حد تعبيره يعاني منها طويلا مستدلا بمادة «التريتكال» التي بعد ضحى الفلاح كثيرا لانتاجها وتطوير مساحاتها لم يتمكن من تسويقها ولم يجد من يقتنيها وهذا ما يجعله في حيرة اليوم امام النداءات المتعالية لتكريس التداول الزراعي والتوجه نحو زراعة الفول المصري على سبيل المثال رغم الوعود المقدمة بتدخل ديوان تربية الماشية وتوفر المرعى باقتناء ما يعجز المنتج عن ترويجه. كما تمت الاشارة الى اسعار الشعير التي رغم مراجعتها الاخيرة يتطلع الفلاح الى مزيد الترفيع فيها بشكل يراعي بورصة اسعار السوق العالمية لهذه المادة ومراعاة جلب تصاعد كلفة الانتاج مع الدعوة الى ارساء منظومة دقيقة لمراقبة استعمال علف الصيانة المركب. وتناولت بعض التدخلات عزوف اصحاب الاراضي الشاسعة عن تربية الابقار الى جانب انتشار ظاهرة تعاطي نشاط تربية الماشية بمناطق غير منتجة للاعلاف مما يستوجب تطوير الحوافز والتشجيعات لتكثيف الانتاج المحلي للأغذية الحيوانية. وطفا موضوع الحليب من جديد على مجال النقاش حينما اوضح متدخل ان الانتاج لا يتحكم فيه العلف فحسب بل واساس رأس المال من الابقار التي وجب تعويضها خصوصا وان المورد منها بانت حدود انتاجيته مقترحا ايلاء عناية اكبر الى الاراضي المحلية لتطوير الانتاج من الألبان. التوجه نحو البديل وكان وزير الفلاحة والموارد المائية الذي تابع جانبا من التدخلات ثم اضطر للمغادرة سبق له ان بادر في كلمته الافتتاحية بالاعلان عن الاستعداد للتدخل باقتناء الكميات اللازمة من الاعلاف البديلة من قبل ديوان تربية الماشية في اشارة لتشجيع الفلاحين على الاقبال على زراعة الاعلاف البديلة وتخفيف كاهل التوريد سيما وان الكلفة الجملية للتوريد تطورت من 26 مليون دينار في الثمانينات الى 535 مليون دينار الى غاية موفى اكتوبر 2007. وبالامكان الاستغناء او على الاقل الحد منها بتعويض حبوب الذرة باخرى بديلة وتعويض فيتورة الصوجا بالبقوليات من الفول المصري وعباد الشمس. ودعا السيد الحبيب الحداد في كلمته الى تثمين نتائج البحوث الفلاحية في هذا المجال خاصة منها الاصناف المستنبطة ذات الانتاجية العالية والابتكارات الجديدة التي توصل اليها البحث لدعم الموارد العلفية المحلية البديلة مثل الهندي والتمور غير القابلة للتسويق ولباب الطماطم وفيتورة الزيتون والعنب. العود الى الاصل وحول تجديد قطيع الابقار تعرض الوزير بدوره الى هذه المسألة مشددا على العودة الى الاصول المحلية التي تناساها المربون شاجبا الاعتماد بشكل بارز على الابقار الموردة التي اثبتت حدودها الانتاجية ويبلغ عدد البقر القادم من وراء البحار نحو 210 الف بقرة موردة. وبالعودة الى موضوع الندوة المتعلق بابراز مساهمة البحث العلمي الفلاحي في دعم التشغيل واحداث المشاريع فقد كان الهدف الرئيسي منه الاستعراض والتعريف بالتقتيات الجديدة في ميدان الانتاج الحيواني والعلفي والحث على احداث مؤسسات اقتصادية اضافية تسهم في خلق مواطن الشغل والتعريف بالفرص المتاحة في مجال الاغذية الحيوانية.