إن التجاوب الكبير حول التكتل الديمقراطي هو ثمرة نضال مضن وطويل ونتاج تعامل سياسي صادق ونزيه مع كل القضايا الوطنية والقومية كان ولا يزال الدكتور مصطفى بن جعفر محوره الأساسي سواء أكان ذلك منذ السبعينات في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين أو إثر ذلك في التكتل منذ التسعينات. هذا النجاح الذي يتاكد يوما بعد يوم منذ 14 جانفي وهذا الالتفاف الهائل حول حزب التكتل وحول الدكتور مصطفى بن جعفر جلب إلينا الاحترام والتقدير وهو ما يحملنا أيضا مسؤولية كبرى ويجلب لنا بالطبع حسد الحاسدين وكيد الكائدين.. وفي هذا الإطار بالذات يتنزل مقال "الأستاذ عبد الرؤوف المالكي" الصادر بركن "المنتدى" بجريدة "الصباح" الصادرة يوم 4 سبتمبر 2011 بالصفحة 9. يدعي هذا "الجامعي" (إن وجد) أنه يعرف "أشياء عديدة" عن الدكتور مصطفى بن جعفر بحكم (مواكبته) للحياة الوطنية منذ فترة بعيدة بالنظر لانتمائه المبكر لحركة "الاشتراكيين الديمقراطيين" والواقع أن الحركة تسمى في الأصل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين( بتقديم الديمقراطية على الاشتراكية) وبالرجوع إلى كل أجنحة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي أطردنا منها سنة 1991 لمعارضتها بن علي يتأكد ان هذا الاسم أي (عبد الرؤوف المالكي) لم ينتم قط إلى هذه الحركة من قريب أو من بعيد يعني أن انتماءه إلى هذه الحركة هو ادعاء باطل وتملق أيضا....فهو يجهل حتى اسم الحركة الحقيقي !! ويحتوي المقال المشار إليه على أخطاء سياسية وأخطاء تاريخية عديدة تؤكد افتراء هذا "الكاتب" وادعاءه بالباطل وتجنيه على حزب التكتل .. 1- يقول إن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين هي "حركة كانت ترمز للاعتدال والنقد البناء في عهدي الرئيسين السابقين" وهذا خطأ فادح ينم على قصر الرؤية وضعف في التحليل السياسي ,فبقدر ما أن الحركة كانت حركة وحزبا له صفات الاعتدال والثبات على المبدإ في عهد الرئيس بورقيبة بقدر ما أصبحت هذه الحركة التي أقصي منها الدكتور مصطفى بن جعفر سنة 1991 بسبب رفضه الموالاة والتبعية للسلطة التي انتهجها أمينها العام في تلك الفترة السيد محمد مواعدة . فالحركة بعد إقصاء الدكتور مصطفى بن جعفر ورفاقه قد "عرفت لا باعتدالهاونقدها البناء" (كما يدعي هذا الكاتب) بل بموالاتها لبن علي وعبادتها لشخصه وبتأييدها اللامشروط لسياساته ولفساد حكمه ( وعلى هذا الكاتب مراجعة نسخته قبل تسليمها لأعمدة صحيفة "الصباح") .. 2- إن المقال يحتوي على مغالطات لا تحصى ولا تعد ويبدو أنها تخدم أجندة معينة وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الكاتب ادعى أن الدكتور مصطفى بن جعفر "لم يشارك في المسيرات التي نظمت في الشوارع" احتجاجا على العدوان على العراق سنة (2003) وعلى غزة سنة(2006) وعلى لبنان سنة(2007) حتى يحافظ على علاقة حميمة جدا مع الحزب الاشتراكي الفرنسي والأحزاب الاشتراكية الأخرى " والواقع مخالف لذلك فقد كان الدكتور بن جعفر في مقدمة تلك المسيرات وفي مسيرات احتجاجية أخرى لم ترخص فيها السلطة كالاحتجاج على مذبحة صبرا وشاتيلا سنة 1978 والعدوان على ليبيا سنة 1986 وغيرها من المسيرات إلى جانب كل المناضلين ... فهذا الكاتب استعمل في قدحه للدكتور مصطفى بن جعفر أسلوبا وصيغا موجودة في الفايسبوك في موقع أحد أعضاء المكتب السياسي الرافع لشعار تقدمي وديمقراطي لا فائدة في ذكر اسمه... 3- إننا لسنا ضد النقد الموضوعي - فنحن والدكتور مصطفى بن جعفر لا ندعي الكمال ..فنحن نخطئ ونصيب ككل البشر - لكن هذا المقال وصاحبه لم يجد في تاريخ التكتل وفي تاريخ الدكتور مصطفى بن جعفر جوانب إيجابية حتى يكون تحليله متوازنا... وهي قاعدة منهجية تشترط في كل تحليل أو نقد ضمانا للموضوعية والنزاهة ...فنحن نقبل النقد البناء بكل رحابة صدر حتى نحسن من أدائنا ,على هذا الأساس بنينا عملنا السياسي وعلى هذا النهج سرنا منذ أن بدأنا العمل السياسي منذ الستينات ...نحترم الرأي المخالف وندافع على الاختلاف ..لكن الاختلاف ليس الثلب والتجريح و تدليس الحقائق ...ولو في فترة فيها بعض الانفلاتات ..كالفترة التي نعيشها اليوم ... إن تونس اليوم في حاجة إلى كل أبنائها وفي حاجة إلى إعادة الأمور إلى نصابها وبناء المستقبل ..مستقبل لشبابها على أسس صحيحة ويدخل هذا المقال ضمن سلسلة من الهجمات الرخيصة التي تعتمد أسلوب التزييف والمغالطة وإن الرأي العام الوطني لا يمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب" .."وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". محمد بنور الناطق الرسمي لحزب التكتل