بقلم: محسن الفرحاني لخلق الإنسان سهل عليه التعلم وتم ذلك بواسطة الكتابة والقراءة فمن العصور الحجرية إلى استعمال القلم والجلد إلى الحاسوب والهاتف الجوال. كلها وسائل للقراءة والكتابة وخير البشر الذي اختار التعلم طوال حياته شعورا منه لمقاومة الجهل وإيمانا بالسيطرة العقلية على الفعل لأن التفكير الرشيد يضمن الممارسة الواعية وهذه تحقق الديمقراطية بين الناس لأنها إحساس ووعي وتطبيق ولذلك وجب على كل التونسيين أن يتعلموا مبادئ الديمقراطية لجهلنا لها لأنها ممارسات يومية يقوم الإنسان بها ولقد اتخذناها ركنا من أركان بناء تونس الخضراء. بنينا مؤسسات علمية منذ الإستقلال في كل القطر التونسي وجنينا ثمارها وانتهى الجني الوفير الشهي بإطاحة الجهل يوم 14 جانفي 2011 لأن بن علي يجهل أن التونسيين قد تعلموا الكثير في تلك المؤسسات التربوية ونحن الآن مجبرون على تعلم الديمقراطية وتعليمها لأنها حركة فعلية وليست قراءة وكتابة. لقد تعلمنا القراءة والكتابة فحان الوقت لتعليم الحركة الخالية من الخطإ. فكل عمل حامل الخطإ يؤدي بفاعله إلى اللوم أو العتاب أو العقاب.. فكل منا يعمل من موقعه ونحن درجات وكل منا يحمل مسؤوليات. فعلينا بالعمل البناء الذي يحمل الإحساس والشعور بالآخرين باحترامهم وبحبهم وسعادتهم ومبشر بكل خير. ذلك هو العمل الواجب علنا تعليمه لتتم الممارسة الفاضلة فلا أجل وأفضل وأحسن وأقدر من شعب ازدانت أعماله ديمقراطية فأرضنا ذات خير، انتاجها سليم التغذية نباهي به في الأسواق العالمية فمنتجه وحامله وبائعه تزدان حياته ويتوفر أمنه ويضمن عدله وينمو اقتصاده وتطيب حياته ويسعد زمانه إذا تحلت أعماله فضلا وخلقا حميدا لأن صلة الرحم تأكدت اليوم بين التونسيين ومن الجهالة أن نرى جوامع مشيدة في كل الأماكن ومضخمات الصوت تردد الآيات البينات من القرآن الحكيم على مسامعنا والناس في بيوتهم وأحيائهم يتخاصمون. بالحب بنينا المدارس وبالحب تعلمنا وتعلم أبناؤنا فيها فبالحب أيضا نتعلم الديمقراطية لنضمن الاستقرار والدوام للأجيال القادمة والديمومة لتونس وتلك هي الحياة التي ناضلت من أجلها الشعوب المتقدمة وتلك هي الحياة التي نادى بها الشاعر الخالد أبو القاسم الشابي الذي كان يعتقد أن التونسيين لهيب تحت الرماد.