بقلم: الناصر الشريف ردّا على الأستاذ" محمد الحبيب الأسود" في مقاله المنشور بجريدة "الصباح" بتاريخ: 07/09/2011 والمعنون "اليسار الشيوعي في تونس:بين الإفلاس ومحاولات الإنعاش"لا يسعني إلا أن أصلح بعض الأخطاء والمغالطات المقصودة في تحليله لواقع اليسار التونسي قبل ثورة 14 جانفي وبعدها. أولى هذه المغالطات المقصودة هي القول ب"ديكتاتورية البروليتاريا " والمطّلع والقارئ للأدبيات الماركسية اللينينية يلحظ دون عناء بحث أنّ هذه المقولة لا يمكن أن تتحقّق إلا في ظلّ " النظام الشيوعي" الّذي سينهي "استغلال الإنسان لأخيه الإنسان" ويضع حدا لهيمنة " الطبقة الرأسمالية" على وسائل الإنتاج" وما أبعد هذه المقولة عن واقع حالنا في تونس التي يتسم نظامها الاقتصادي بتداخل بين"النمط الإقطاعي" في الأرياف والقرى والمدن الصغيرة والنمط "الرأسمالي المشوه" في المدن الكبرى الساحلية فكيف لأشخاص عقلاء ألدعوة إلى تطبيق هذه المقولة: ديكتاتورية البروليتاريا"؟ ثاني هذه المغالطات حين يقول :" وهيمن الإسلاميون.... وعاش الطلبة في عهدهم نفسا من الحرية والعمل الديمقراطي دون إقصاء لأحد ". عن أي حرية يتحدث الأستاذ؟ , أي عمل ديمقراطي؟ هل الحرية في اعتماد " البرابيز" ( مفردها "بربوز" وهو البلطجي السياسي ) لإفساد حلقات النقاش التي كانت تقام ( وأنا أتحدث عن كلية الآداب بمنوبة) في ساحة الكلية وهل الحرية هي إهدار دم كل من يخالفهم الرأي ( وأنا كان دمي مهدورا في ذلك الوقت بشهادة أحد" برابيزهم") وهل العمل الديمقراطي يقتضي أن يؤخذ الأستاذ علي الحيلي" ( عميد كلية العلوم آنذاك أي في ثمانينات القرن الماضي) كرهينة لإطلاق سراح بعض إخوانهم والتهديد بتفجير الكلية في قسم الكيمياء., أظن أنّي لا أفهم حرية العمل السياسي والعمل الديمقراطي بالقوّة و"التبربيز" ومطاردة كلّ من يخالفهم الرأي هل هذه الحرية والعمل الديمقراطي اللّذان كان الطلبة ينعمون بهما يا أستاذ؟ أظنّ بل أجزم بأن أستاذنا كان يعيش في كوكب آخر ولكنه دون أدنى شك ما كان كوكب الأرض. لا يفوّت الاسلاميون الفرصة دون حديثهم عن تعرّضهم للسجن والتعذيب فكأنّهم يقولون أنّهم الوحيدون الّذين عذّبوا وسجنوا فلتهنأ يا أستاذنا الجليل فكل التيارات السياسية في الهوى سوى سجنوا وعذبوا أي نعم يا سيدي الفاضل فلتهدأ لك جفون كلّ الإتّجاهات السياسية لها شهداؤها. وفي ختام مقالي أقتبس ما قاله الفيلسوف العربي التنويري "ابن رشد" عندما ردّ على "الغزالي"( ممثل الإرهاب الفكري في ذلك الزمن) وكتب كتابه "تهافت التهافت " ردّا على كتاب الغزالي "تهافت الفلاسفة " حيث بيّن بالبرهان واليقين أن ليس الفلاسفة هم الّذين يتهافتون ويتحاملون على العلم والمعرفة والفلسفة بل "الغزالي" هو الّذي يتهافت على الفلسفة والفلاسفة, فليس اليسار هو من أفلس بل أنت يا أستاذنا هو من أفلس. فليس بهذه المغالطات والكذب المفضوح ستتقدّم بلادنا "تونس الحبيبة" بل بالصدق وعدم المغالطة أولاّ وبالعمل الجاد ثانيا وبمقارنة الحجّة بالحجّة ثالثا.