بدأت المسيرة الفنية والعلاقة بالمشهد الثقافي لشامة بن شعبان بمسرحية «عشاق المقهى المهجور» للمخرج الفاضل الجعايبي حيث تقمصت دور مينا (سنة 1996) وكان ذلك بالتوازي مع دراستها الجامعية للقانون. اهتمام الفنانة الشابة بالكتابة بشكل عام والمسرحية بصفة أدق تعمق بفضل هذه التجربة بمدرسة الجعايبي التي تعتمد على الكتابة الركحية أو الارتجال على حد قولها. ومن نتائج تجربتها في الكتابة مسرحية «مقطوعة خريف» وهو العنوان الذي تغير فيما بعد ليصبح «الليالي البيض» وهو العمل المسرحي الذي قدمته شامة بن شعبان في اطار فرقة مدينة تونس للمسرح صحبة أمال الفرجي ورمزي عزيز وحاتم دربال وتوجت فيه بجائزة أحسن ممثلة واعدة في أيام قرطاج السينمائية سنة( 1999). وذكرت شامة بن شعبان أن لقاءها برمزي عزيز وحاتم دربال في «الليالي البيض» ضمن فرقة مدينة تونس كان بالأساس محاولة لقتل الأب الفني وتعني بذلك أسلوب الفاضل الجعايبي ومحاولة رسم تجربة جديدة مختلفة عنه وهو أمر لم يتم حسب تأكيدها بسبب عدم التزامهم بهذا الخط بعد استدعاء حاتم دربال للجعايبي للتمارين وهو ما أوقع العمل في الوصاية وفقدان هويته الجديدة ومحاولة الانتساب لأسلوب الجعايبي، وقالت شامة بن شعبان أن ذلك كان معارضا لحلمهم في البداية حيث كان من المفروض التأسيس لقطيعة معرفية مسرحية بين جيلين والخروج عن التقليد والمنهج الواحد ووضحت شامة أن هذا التمرد لم يكن مجانيا بل بغاية البحث عن طريق فنية مستقلة ورفض الوصاية.
من الفن الرابع إلى الفن السابع
وتلت التجربتين السابقتين تجارب أخرى من بينها «سنديانة»مع زهيرة بن عمار ثم كانت الوجهة من جديد إلى فرنسا لإتمام التخصص في القانون لتعود بعدها شامة بن شعبان للتدريس بالجامعة التونسية وتجدد العهد مع الساحة الفنية في تونس من خلال المشروع الجديد مع آمال الفرجي ورمزي عزيز الذي لم ينجز إلى اليوم وهو نص مسرحي بعنوان «متهم بالبراءة» كتبته في 2009. وفي الأثناء انضاف اهتمامها بالفن السابع حيث كان من المفروض أن تتقمص دورا في فيلم «النخيل الجريح» لعبد اللطيف بن عمار وكانت ستتقمص دور شامة (شبيه اسمها في الواقع ) واشتغلت عليه مع المخرج المذكور لكن الدور آل في الأخير إلى الممثلة ليلى واز. ويذكر أن شامة بن شعبان هي من المؤسسين لجمعية أحباء السينما بنابل صحبة أنيس لسود وهي الجمعية التي بعثت مهرجان الفيلم المغاربي للوجود الذي انتظمت دورته الثالثة منذ أيام.
تجارب جديدة
ومن التجارب التي هي الان في مراحل متقدمة من التصوير والمونتاج لشامة بن شعبان نذكر دورها في فيلم متوسط الطول (moyen métrage) عنوانه «صباط العيد» للمخرج أنيس لسود الذي يصور قصة طفل أراد شراء حذاء باهظ الثمن احتفاء بالعيد لكن قدرات عائلته لا تسمح بذلك... أما الفيلم الثاني فهو وثائقي حيث سيرصد فيه أنيس لسود وشامة بن شعبان رحلة نضال طويلة لشخصين معارضين منذ عهد الرئيس السابق بن علي أحدهما إسلامي من سيدي بوزيد وأخر يساري من القصرين. وسيتتبع أنيس وشامة مسارهما منذ سنة 1988 إلى غاية 23 أكتوبر 2011، أي يوم انتخابات المجلس التأسيسي. وقد انطلقا في تصوير هذا الفيلم بسيدي بوزيدوالقصرين منذ 15 جانفي الفارط يوم واحد بعد انتصار الثورة الشعبية ببلادنا.