لئن لا تعتبر المشاكل المنجرة عن فوضى جداول الأوقات الدراسية غريبة عن المشهد التربوي مفتتح كل سنة مدرسية في السابق فقد برز الإشكال بأكثر حدة هذا العام جراء ما سجلته بعض المؤسسات من غياب كلي للجداول ما عطل انطلاق الدروس وأربك سيرها في فضاءات أخرى. واللافت للنظر أن حمّى فوضى جداول الأوقات هذه السنة لم تسلم من عدواها حتى المدارس النموذجية وفي هذا الشأن بلغت- الصباح- بعض الشكاوى والملاحظات بخصوص الوضع السائد بالمدرسة الإعدادية بخزندار بضاحية باردو على علاقة بثقل الجداول وما ترتب عنها من ضغط توزيع الحصص بشكل حرم التلاميذ من أمسية الجمعة التي تخصص عادة للأنشطة الثقافية والرياضية لتستغل بدورها في الدراسة ويبدو حسب إفادة مصادرنا أنّ أزمة مواد البناء ليست بالغريبة عن هذه الوضعية بسبب نقص قاعات الدرس وعدم جاهزية مشروع الإحداثات الجديدة المبرمج استغلالها بداية السنة غير أنّ تعطل انجازها أدخل اضطرابا على سير الدروس وبرز ذلك من خلال ارتفاع معدل كثافة التلاميذ بالفصل الواحد وحتمت هذه الوضعية استغلال القاعة المخصصة للأكل للتدريس وكذلك قاعة المراجعة ويبدو أن نقص القاعات تبعا لما أوردته إحدى السيدات أملى اللجوء إلى تقليص التوقيت المعتاد لحصص بعض المواد بنحو ثلاثين دقيقة حتى يتسنى التناوب على القاعات المتوفرة. للوقوف على حقيقة هذا الإدعاء ومدى صحة تأثير غلاء الاسمنت ونقصه بالأسواق على توسيع المدرسة وبالتالي إرباك عملية التدريس برمتها اتصلنا بمصدر مطلع بوزارة التربية فأكد المعلومة وأعزى الوضع السائد بإعدادية خزندار إلى عدم جاهزية ست قاعات كان من المبرمج إحداثها والشروع في استغلالها مع مفتتح العام الدراسي لكن تعذر على المقاول الإيفاء بذلك في الموعد بسبب أزمة مواد البناء. على أن وضعية الضغط الحاصلة ستكون ظرفية حيث ينتظر أن تحضر البناءات المبرمجة بداية من شهرنوفمبر لتعود معها الحياة المدرسية إلى وتيرتها المعتادة. وفي الأثناء أعلن ذات المصدر أنه تم استغلال كافة الفضاءات والقاعات المتوفرة للتدريس بما في ذلك قاعة الأكل حرصا من إدارة "النموذجية" على الشروع في العمل والدرس في الإبان دون مضيعة للوقت. ولئن نفى مصدر الوزارة تسجيل أي مس من الحيز الزمني المخصص للمواد والتخفيض فيه فإنه أشار في المقابل إلى أن التغيير الوحيد الذي تم إقراره يتعلق بالتخلي عن التدريس بنظام الفرق بسبب نقص القاعات وأبدت جمعية أولياء التلاميذ موافقتها على ذلك. لا شك إذن ان الانفراج قريب في هذه المدرسة والدعوة ملحة لتجد مختلف الاشكاليات القائمة في عدد من المؤسسات الأخرى طريقها نحو المعالجة لتسير الدروس في أفضل الظروف الممكنة.