كتاب جديد من الحجم الصغير صدر قبل أيام للاعلامي والمثقف والكاتب محمد الكيلاني. الكتيب الجديد خصصه محمد الكيلاني مرة أخرى للتفكير بصوت مرتفع عن تونس ما بعد ثورة 14 جانفي وما بعد دخول كامل الوطن العربي في مرحلة جديدة من التحركات الشعبية والنضالات السياسية من اجال الحريات والكرامة والاصلاح الشامل للمؤسسات الاقتصادية والسياسية والامنية والثقافية. محمد الكيلاني اختار عنوانا لكتابه الجديد باللغة الفرنسية (60 صفحة) عنوانا طريفا ومثيرا في نفس الوقت: "الحرية " وحاول أن ينفذ الى أغوار تجليات المؤمنين بالعلاقة الجدلية بين التقدم والتنمية من جهة والانخراط في حزب "الحرية " بين التجلي والتمتع بمزايا الاحرار الذين حققوا كرامتهم الذاتية وعمقوا فهمهم لاسرار المحيط ..ثم اصلوا ثقافيا نظرتهم للذات والاخر ولمفاهيم التعايش في مناخات تتوفر فيها شروط التنمية السياسية والثقافية والاقتصادية الشاملة وعلى راسها الرقي الثقافي والعمق النظري والصفاء الفكري. كتاب محمد الكيلاني ليس دراسة اكاديمة ولا مذكرات وخواطر ..وهو ليس محاولة ل"ركوب الثورة " أو القفز على الزمن وليس نصا يسعى فيه مثقفون "أنقياء " لتصنيف مؤلفاتهم ( المحفوظة في الارشيقف ) ضمن كتب " الاساقفة " و"الصوفية " بعد أن برروا طوال عقود الاستبداد والظلم والقهر ونوهوا بالتعذيب والانتهاكات لحقوق الانسان.. بل جاء الكتاب على صغر حجمه "محاولة تأليفية " ومجهودا " تركيبيا " اعطيت فيه الاولوية للفكروليس للاجندات السياسية الظرفية ..مع الاستدلال بافكار ومواقف ومداخلات للكاتب وللمثقفة والحقوقية التونسية التقدمية هالة الباجي اعلنت وروجت قبل اشهر من اندلاع شرارة الثورات العربية .. في هذا السياق تضمن الكتاب محاولات رشيقة بلسانة وبقلم هالة الباجي تستحث الهمم والاقلام على التطلع الى المستقبل ..والى التعامل مع الملفات بعقلية من يفهم خفايا المؤسسات وتشابط هياكل الانظمة ..بعيدا عن العقليات السطحية التي قد يغوييها منطق التشفي والعقليات التبسيطية ..لان " تونس كانت دوما سباقا الى تبني الخيار التعددي والتمشي الديمقراطي " رغم تعثر المحاولات السابقة لاسباب عديدة ..يدعو الكاتب الى التفكير فيها بعمق .. بعد كتابين طريفين عن الرياضة كرة القدم اصدرهما الكيلاني في العهد السابق جادت قريحته في ظرف اشهر ب3 كتيبات عن الثورة والاصلاح السياسي ..ايمانا منه بالحاجة الى حث الهمم على التامل الهادئ والتفكيربعمق قبل الكلام ..