بقلم: مصطفى البعزاوي ربما إن 99 فاصل 99 فاصل 99 فاصل 99 بالمائة من الحجاج والمرافقين والأئمة لا يعرفون هذا النص الذي ستقرؤونه لأنه يكشف بعض المعاني العميقة للحج. إنه نص تراثي معروف مروي عن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ورضي الله عنهم وأرضاهم. بالنسبة إلي، ومع إطلاعي على الحد الأدنى من التراث بشكل من الأشكال، أعترف أني لم أقرأ في حياتي نصا بهذا الوضوح في معاني الحج ودلالاته. كما أعترف أن المعاني والدلالات الواردة في هذا الحوار التعليمي هي من أروع ما قرأت. ما دفعني لنشره لتعميم الفائدة التي يكاد يجهلها كل قاصد حج بمن فيهم المؤطرين.. هذا النص هو في شكل حوار بين علي بن الحسين بن على بن أبى طالب - وأحد أتباعه أو تلامذته واسمه شبلي، وهذا نص الحوار: قال عليه السلام له: حججت يا شبلي؟ قال نعم يا بن رسول الله. فقال عليه السلام: أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب واغتسلت؟ قال نعم. قال عليه السلام، فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟ قال لا.. قال عليه السلام: فحين تجردت عن مخيط ثيابك نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟ قال لا قال عليه السلام: فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟ قال لا قال عليه السلام فما نزلت الميقات، ولا تجردت عن مخيط الثياب ولا اغتسلت.. ثم قال عليه السلام: تنظفت وأحرمت وعقدت الحج؟ قال نعم. قال عليه السلام: فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج، نويت انك تنظفت بنور التوبة الخالصة لله تعالى؟ قال لا.. قال عليه السلام: فما تنظفت ولا أحرمت ولا عقدت الحج.. ثم قال: أدخلت الميقات وصليت ركعتي الإحرام ولبيت؟ قال نعم..قال عليه السلام: فحين دخلت الميقات نويت انك بنية الزيارة؟ قال لا قال: فحين صليت الركعتين نويت أنك تقربت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة، وأكبر حسنات العباد؟ قال لا.. قال عليه السلام: فحين لبيت نويت انك نطقت لله بكل طاعة، وصمت عن كل معصية؟ قال لا. قال عليه السلام: فحين أحرمت نويت أنك حرمت على نفسك كل محرم حرمه الله عز وجل؟ قال لا قال عليه السلام: ما دخلت الميقات ولا صليت ولا لبيت.. ثم قال: أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصليت؟ قال نعم.. قال عليه السلام: فحين دخلت الحرم نويت انك حرمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملة الإسلام؟ قال لا.. قال فحين وصلت الكعبة نويت بقلبك انك قصدت الله؟ قال لا.. قال عليه السلام: فما دخلت الحرم ولا رأيت الكعبة ولا صليت. ثم قال: طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت؟ قال نعم.. قال عليه السلام: فحين سعيت نويت أنك هربت إلى الله وعرف ذلك منك؟ قال لا.. قال فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت... ثم قال: صافحت الحجر ووقفت بمقام إبراهيم عليه السلام وصليت ركعتين؟ قال نعم.. ثم قال عليه السلام: نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم عليه السلام أنك وقفت على كل طاعة وتخلفت عن كل معصية؟ قال لا.. قال عليه السلام: فحين صليت فيه ركعتين نويت أنك صليت بصلاة إبراهيم عليه السلام وأرغمت بصلاتك أنف الشيطان؟ قال لا قال عليه السلام: فما صافحت الحجر الأسود ولا وقفت عند المقام ولا صليت ركعتين. ثم قال عليه السلام: أشرفت على بئر زمزم وشربت من مائها؟ قال نعم قال عليه السلام: نويت انك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عن المعصية؟ قال لا.. قال فما أشرفت عليها ولا شربت من مائها. ثم قال عليه السلام: أسعيت بين الصفا والمروة ومشيت وترددت بينهما؟ قال نعم.. قال أنويت أنك بين الرجاء والخوف؟ قال لا. قال عليه السلام فما سعيت ولا مشيت، ولا ترددت بين الصفا والمروة. ثم قال: أخرجت إلى منى؟ قال نعم.. قال: نويت أنك آمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك؟ قال لا.. قال عليه السلام فما خرجت إلى منى. ثم قال عليه السلام: أوقفت بعرفة، وطلعت جبل الرحمة، وعرفت وادي نمرة، ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات؟ قال نعم.. قال عليه السلام: هل عرفت بموقفك في عرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك وإطلاعه على سريرتك وقلبك؟ قال لا.. قال عليه السلام: نويت بطلوعك جبل الرحمة أن الله يرحم كل مؤمن ومؤمنة، ويتولى كل مسلم ومسلمة؟ قال لا قال عليه السلام: فنويت عند نمرة أنك لا تأمر حتى تأتمر، ولا تزجر حتى تنزجر؟ قال لا قال عليه السلام: فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرحمة، ولا عرفت نمرة، ثم قال عليه السلام: وصلت منى ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت هديك، وصليت في مسجد الخيف، ورجعت إلى مكة، وطفت طواف الإفاضة؟ قال نعم قال عليه السلام: فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربك لك كل حاجتك؟ قال لا.. قال عليه السلام: فعندما رميت الجمار نويت انك رميت عدوك إبليس وغضبته ؟ قال لا.. قال عليه السلام: فعندما حلقت رأسك نويت أنك تطهرت من الأدناس وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمك؟ قال لا.. قال عليه السلام: فعندما صليت في مسجد الخيف نويت أنك لا تخاف إلا الله عز وجل ؟ قال لا.. قال عليه السلام: فعندما ذبحت هديك نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسكت به من حقيقة الورع، وأنك اتبعت سنة إبراهيم عليه السلام بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه، ؟ قال لا قال عليه السلام: فعندما رجعت إلى مكة وطفت طواف الإفاضة نويت أنك أفضت من رحمة الله تعالى ورجعت إلى طاعته،؟ قال لا قال عليه السلام فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أديت نسكك، ولا صليت في مسجد الخيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولا تقربت، ارجع فإنك لم تحج.