البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي بنسبة 1،9 بالمائة خلال 2025    الطقس يُهدّد الفلاحة: أضرار جسيمة في الكاف وتحذيرات من أزمة أعلاف قادمة    البيت الأبيض: ترامب دعا الشرع إلى الانضمام لاتفاقات أبراهام مع إسرائيل    باريس تردّ بالمثل: فرنسا تطرد دبلوماسيين جزائريين وسط تصعيد مقلق    لأول مرة في تاريخه.. سامبدوريا في الدرجة الثالثة    كأس أمير قطر :هدف حمدي النقاز غير كاف للشحانية للمرور الى الدور نصف النهائي    هل تحلم بالهجرة والعمل في كندا؟ شركة كندية تنتدب تونسيين وتتكفل بمصاريف التأشيرة والإقامة!    موعد نهاية التقلّبات الجوّية    مهرجان كان 78: بصمة عربية على السجادة الحمراء وإطلالات لافتة تلتزم بالاحتشام    القيروان: اليوم إنطلاق المهرجان الدولى للمشمش بحاجب العيون    رئيس اتحاد الفلاحة: القطيع متوفر والأسعار مرشحة للتراجع قبل عيد الأضحى    عاجل/ هذا سعر الكلغ الحي لعلوش العيد في الأسواق..    عاجل/ موجها رسالة لجماهير الافريقي: هيكل دخيل يفجرها ويرد على حملات التشويه وهذا ما تعهد به..    عاجل : صدمة في عالم الرياضة...بطل أولمبي متورط في دعارة سرية    الجولة الأخيرة من البطولة: هذه هي العقوبات التي سلطتها الرابطة على عدة نوادي    بطولة اسبانيا: إشبيلية يبتعد عن شبح النزول بفوز ثمين على لاس بالماس    عاطف الدريدي: مشروع لتعديل قانون أملاك الأجانب بهدف تسريع إجراءات التفويت وتحقيق تسوية عادلة للمواطنين    مفزع: يعتدي جنسيا على 40 قاصرا ثم يصورهم لابتزازهم..!!    ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض    السعودية تحذر: لا حج بلا تصريح    إلغاء اضراب أساتذة التعليم الثانوي    وفاة "أفقر رئيس في العالم"    ماكرون يصف ما تفعله حكومة بنيامين نتنياهو في غزة ب" المخزي والعار"    طقس الأربعاء: أمطار ورياح قوية والحرارة بين 19 و34 درجة    هيكل دخيل يرد على اتهامات المستثمر الأمريكي ويدعو إلى تدقيق شامل في حسابات النادي الإفريقي    ليبيا: تصاعد الاشتباكات في طرابلس.. فرار سجناء وفوضى أمنية    صدور قرارين بالرائد الرسمي يحددان طاقة استيعاب المدارس الاعدادية والمعاهد النموذجية    48 سنة سجنا غيابيا لمصطفى خضر في قضية ذات صبغة إرهابية    الإفراج عن رجل أعمال في قطاع القهوة مع تحجير السفر وتأجيل محاكمته    زلزال يضرب اليونان بقوة 6.3 درجة وارتداداته تصل مصر ولبنان والأردن    تنسيق وزاري لضمان جاهزية القطارات ونقل الفسفاط في أفضل الظروف: التفاصيل    أخبار فلاحية    «ملتقى المبدعات العربيات بسوسة» في دورة خاصة بالتراث غير المادي.. حضرت الأكاديميات وغابت الحرفيات    الموعد المفترض لعيد الإضحى    فيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية يحاكي استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب    الكشف عن معصرة زيتون تعود للفترة الرومانية المتاخرة بمنطقة بشني من معتمدية الفوار    تونس تشارك بجناح رسمي في الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي    المنستير: ندوة دولية حول "آليات تعزيز الاستثمار في التراث الثقافي"    معاقبة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي مع حرمان الاتحاد المنستيري من بيع التذاكر في 3 مباريات    شراكة تونسية فرنسية لدفع صناعة السيارات نحو آفاق جديدة    وزير الإقتصاد يشارك في افتتاح المؤتمر السنوي لإتحاد اسواق المال العربية.    محافظ البنك المركزي التونسي: يبقى إقبال الأسر التونسية على السوق المالية ضعيف نظرا لضعف صافي الأصول المالية    دورة تونس الدولية المفتوحة للتنس (الدور السادس عشر): عزيز الواقع ينهزم امام الارجنتيني فيديريكو كوريا 2-صفر    تغلب على إرهاق الصباح بهذه الأطعمة الطبيعية    منوبة: فقرات صحيّة ودينية وتنظيميّة تؤثث فعاليات اليوم الجهوي لتوديع الحجيج    عاجل/ يتحيّل على المؤسسات والأشخاص مُنتحلا صفة مسؤول برئاسة الحكومة    عاجل : مدينة العلوم تكشف عن التاريخ المتوقع لعيد الأضحى    عاجل/ صدور أحكام سجنية ضد مُروّجي مخدرات بالأحياء الشعبية..وهذه التفاصيل..    مفتي الجمهورية في ضيافة جامع الجزائر    سلوكيات طبيعية لطفلك من عمر سنة إلى ثلاث سنوات... لا تستدعي القلق    العجز التجاري لتونس يتعمّق إلى 54 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى    الكاتب التونسي ميزوني البناني في ذمة الله    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية    دواء جديد يُعيد النظر لفاقديه..    طرق الوقاية من الأمراض المزمنة ليست صعبة    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أي نصيب وأي موقع للثقافة في برامج الأحزاب السياسية؟
نشر في الصباح يوم 09 - 10 - 2011

بقلم :جلال باباي غالبا ما نسمع ويتردّد في سرد الأحزاب لبرامجهم عن رغبة أمنائهم وأعضاد مكاتبهم وهيئاتهم الجامحة لخلق وتوفير أكبر عدد ممكن من مواطن الشغل واعتبار ذلك المسعى من أولويات الحزب دون غيره نظرا لحساسية الموقف تجاه هذا المطلب اليومي..
في حين لا نكاد نعثر ونبقى على مرمى أشواط من نقاط برامج هؤلاء بندين أو ثلاثة في أفضل الحالات تتذيّل لائحة القائمة تتّصل بالشأن الثقافي ....وباعتباري شاعرا وعضوا من جملة مئات من أعضاء باتحاد الكتّاب التونسيين أودّ أن أتطلّع بنزر من التفاؤل رغم التشاؤم الذي يلفّ بذواتنا نحن الكتّاب صناع الحلم والأمنيات ...إلى مواصفات وتيمات البرنامج الذي أعددتموه سادتي القائمين على تسيير الأحزاب في تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011 ضمن أهداف أحزابكم في الزاوية المنسية ألا وهي الثقافة وراهن المثقفين والكتّاب...حيث تعلمون ما شهدته الساحة الثقافية في الجهات من تهميش وإقصاء ومحسوبية ولعلّي أستحضر في هذا الموضوع ما يلي :
- مركزية الثقافة في العاصمة وتناسي الجهات وعدم إيفائها النصيب الكافي من العروض وتوزيع حجم الموازنات المالية على المؤسسات الثقافية بالعدل .
- راهن النشر وتوزيع الكتاب في تونس وما يتعرّض إليه الكاتب من مشاكل وعراقيل والتجائه إلى النشر على الحساب الخاص في ظلّ التناسي من لدن المسؤولين في الشأن الثقافي الوطني.
- تراجع رهيب ومفزع لميزانية اتحاد الكتاب التونسيين في ظرف ستة أشهر جرّاء تغافل وزارة الثقافة عن رصد المنحة السنوية التي اعتادت مدّها للإتحاد ، بعد الإستغناء عن المنحة الرئاسية التي كان يرصدها رئيس النظام السابق لإتحاد الكتاب ، بيد أنّ الكثير من الهياكل الأخرى( السينما ،..) جيوب ميزانياتهم منتفخة حدّ الجشع .
- مصير دور الثقافة ومستقبل العمل بها في ظلّ انعدام قانون أساسي يحمي القطاع والمنتمين إليه(المديرون و الأعوان والمنشطون...) والدعوة إلى إصدار قانون أساسي لهاته الفضاءات . كما وددت أن أتدخل لإلقاء أسئلة خامرتني أثناء بث البرنامج الحواري الذي تنتجه وكالة الأخبار BBC بتونس عنوانه " ساعة حساب " بأستوديو 300 بمقرّ التلفزة التونسية يوم الإثنين الفارط على ممثلي الأحزاب السياسية الستة الذين تمّت دعوتهم ولكن على ما يبدو ونظرا لكثرة الحضور لم يتسن لي التدخّل وها أن الفرصة تتكرّر لرفع السؤال لهم عبر صحيفة " الصباح " ويتلخّص الطرح فيما يلي :
- ما مدى مشروعية لجنة انتقاء الإصدارات بإدارة الآداب الراجعة بالنظر إلى وزارة الثقافة والمعايير المعتمدة في شراء الكتب من المبدعين ، حيث لاحظنا مفارقات عجيبة في التمييز بين الكتّاب بأن تقرّر هاته اللجنة اقتناء ألف نسخة من" زيد " وخمسين من "عمر" وضحايا هذا التصرف المشين معظمهم من المناطق الداخلية وحتى الساحلية وجنوب البلاد في حين يبقى الكاتب المقيم في تونس بحكم شبكة علاقاته الواسعة بكواليس مكاتب وزارة الثقافة وإدارة الآداب بها الأكثر حظا والإبن المدلّل في حجم الشراءات أمّا الذي يقطن خارج جنة العاصمة فيبقى يحيا على هامش السيرة أعزلا ومنسيا... لذا وبوصفكم ستتقدّمون لإنتخابات المجلس التأسيسي ماذا أحضرتم في مسعاكم المستقبلي للقضاء على هاته الظاهرة و بالتالي هل من حلول جذرية للتخفيف على الكاتب وقدر المستطاع المعاناة جرّاء التجائه للنشر على الحساب الخاصّ .
في تقديري هناك أكداس من ملفات عالقة في قطاع الثقافة كقطاع حيوي وحسّاس ، فهل أنتم يا أولي الأمر بالأحزاب السياسية واعون بحدّة هاته المشاكل الملتصقة بجزء من الثقافة الوطنية ومبدعي تونس الحرّة ، وما هو قسط اهتماماتكم به من مجموع بقية المجالات كالإقتصاد و التجارة و التنمية الجهوية و السياحة و غيرها... وجرّاء ذلك أرفع عقيرتي بطرح أسئلة غاية في الأهمية لعلّ من أهمها : * هل نلمس إجراءات عمليّة في هذا الشأن وسبل القطع مع الممارسات القديمة و الابتعاد أكثر إن لم يكن التخلّص نهائيا من تقاليد الخطابات الفضفاضة ورفع الشعارات الباهرة والتي في معظمها تبقى حبرا على ورق .
* هل تفكرون في رفع الوصاية و الرقابة على الإبداع بشتى تمثلاته وتحرير المبدعين ، بالإبتعاد أكثر عن الإنغلاق والتعصب المفرط فيه بتعلاّت " المقدّس" وما شابه ذلك... وجعل مسألة التعلق بالهوية الوطنية والعربية نصب أعيننا عملا بالقول المأثور " لا لإفراط ولا تفريط " وبالتالي نسج منظومة ثقافية معتدلة ووسطية تحاور الآخر وتحترمه.. وتشجع المبدع على العمل في مناخ سليم تسوده حرية التفكير والمعتقد...
لذا أمنّي النفس أن تبني الأحزاب وترسي نقاطا ناجعة في برامجها الإنتخابية تتوفّر على جرعة معقولة من إحكام العقل بأن لا تجانب الموضوعية وتنحت برامج حقيقية تنهض بدرجة الثقافة في وطننا .
شاعر وعضو اتحاد الكتاب التونسيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.