لن نتدخل في شؤون البلاد أو في تشكيل ديمقراطيتها ألا تعتبر بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة انتخابات المجلس التأسيسي في تونس تمظهرا جديدا للتدخل الأجنبي في تحديد المسار الديمقراطي في الدول العربية على غرار التدخلات السابقة باللجوء إلى "الناتو أو الفيتو"؟ عن هذا التساؤل أجاب ميكائيل غالير رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في تونس، أنه ليس للبعثة أي أجندات من أي نوع، ويقتصر هدفها على مراقبة المسار الديمقراطي في تونس دون السعي الى التدخل في شؤون البلاد أو في تشكيل ديمقراطيتها...وأضاف أن حقوق الانسان التي تتجسد أساسا في حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي انتخابات شفافة ديمقراطية هي نفسها عند جميع شعوب دول العالم ونفس الرغبة في الحرية التي نستشعرها عند الأوروبي نجدها عند الصيني والهندي والتونسي وكل يصبغها باللون الذي يريد.. وبين ميكائيل غالير أن فرق الملاحظين الذين انطلقوا في العمل منذ يوم 8 سبتمبر قد دونوا ملاحظات ايجابية ومطمئنة حول أجواء الحملة الانتخابية مقارنة بالدول التي تم زيارتها من قبل غير أن المرصد الاعلامي الذي تم تكوينه يوم 1 أكتوبر الجاري قد رصد عددا من الحصص الإعلامية التي تستهدف التأثير في الرأي العام ومحاولة توجيهه. وذكر أن البعثة تتكون من 130 شخصا عن 26 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي وكندا والنرويج وسويسرا وهم مقسمون على النحو التالي 120 ملاحظا موزعين على السبعة وعشرين دائرة انتخابية منهم 54 ملاحظا بصفة دائمة سيتواجدون طوال سبعة أسابيع و66 آخرين سيقتصر حضورهم على 12 يوما ابتداء من يوم 12 أكتوبر إلى جانب فريق رئيسي يتكون من 10 خبراء. ومن المنتظر أن يحلل الملاحظون كافة مراحل العملية الانتخابية ابتداء من فترة الانتخابات والحملة الانتخابية وصولا إلى يوم الاقتراع وعملية الفرز وإعلان النتائج ورصد النزاعات القضائية المتعلقة بالانتخابات وفي غضون يومين بعد يوم الاقتراع سيصدر رئيس المراقبين تقريرا أوليا يبين أولى استنتاجات بعثة الاتحاد الأوروبي ليلحقه بعد شهرين بتقرير نهائي يتضمن تقييما تفصيليا للعملية الانتخابية مع توصيات عند الاقتضاء. أما بالنسبة لانتخابات المجلس التأسيسي الخاصة بالجالية التونسية فقد أعلن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي أنه وقع تعيين 6 فرق للجالية التونسية في الخارج كل واحد منها يظم شخصين ستقوم برصد الانتخابات لأربعة أيام وهي 20 و21 و22 الخاصة بالاقتراع الى جانب يوم 23 الذي سيتم خلاله الفرز وإعلان النتائج النهائية. وقد وزع أعضاء البعثة كالتالي: 3 فرق في فرنسا وفريق في ايطاليا وفريق في ألمانيا وفريق في بلجيكيا وفي نفس السياق أشار غالير أن امتداد فترة الانتخاب على ثلاثة أيام بالنسبة للجالية سيسمح للفرق من تغطية أكبر عدد ممكن من مكاتب الاقتراع الموزعة في دول الاتحاد الأوروبي.