بدات التحالفات تتشكل قبل حتى ان يتشكل المجلس التاسيسي وحتى قبل البوح نهائيا بالنتائج الرسمية للانتخابات وبالرغم من أنّ حركة النهضة حسب النتائج الاولية ظفرت باكثر الاصوات في هذه العملية الانتخابية، غير أنّ هذا الفوز "الساحق" لن يمكنّ الحركة من ان تمثل الاغلبية داخل المجلس وتكون سيدة القرار. "الصباح" رصدت اراء بعض ممثلي الأطياف البارزة في انتخابات التاسيسي وانطباعاتها حول المرحلة السياسية المقبلة التي تنتظرها البلاد والشارع التونسي. حول هذا الموضوع يرى محمد عبو عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية "ان التحالفات ليست مسالة حتمية وفي حال طرحت الفكرة خلال اللقاء المرتقب عقده والذي سيجمع الكتل السياسية الفائزة متمثلة في حركة النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من اجل العمل والحريات, ستتشكل التحالفات وفقا لبرامج سياسية تؤدي الى حكومة وحدة وطنية". وفي سياق حديثه ابدى عبو تحفظا من نسب التصويت التي ظفرت بها "العريضة الشعبية" والتي فاجأت المهتمين بالشان السياسي وقال:"إن الهاشمي الحامدي استعمل قناته الفضائية "المستقلة" التي تبث من لندن للدعاية لحزبه". وعن اولويات المرحلة المقبلة يرى عبو انها تتمثل في تشكيل تركيبة المجلس التاسيسي واختيار رئيسه وتركيز حكومة جديدة واختيار رئيس دولة ووضع قانون ينظم السلط العمومية.
حكومة عريضة
من جانبه لم يستبعد علي العريض القيادي في حركة النهضة اقامة تحالفات سياسية واعتبر ان تركيبة المجلس التاسيسي لن ينفرد بها طيف سياسي واحد وبانتهاء عمليات الكشف عن نتائج الانتخابات ستنطلق المشاورات حول التحالفات, مؤكد"أنّ نضج الطبقة السياسية سيخوّل للجميع الوصول الى برّ الأمان عبر تشكيل حكومة عريضة وممثلة لأكثر من طيف سياسي". وابدى العريض احترازا واضحا من قائمة "العريضة الشعبية" التي يرى أنّها ظاهرة طفت على السطح وفاجأت الساسة في تونس. وعن إمكانية إقامة تحالفات مع القائمات المستقلة التي نجحت في الانتخابات أكدّ العريض بأنّ التحالفات في العادة تتشكل بين الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية, اما بالنسبة لبعض القائمات المستقلة فلا يمكن ان نجزم كحركة بأننا سنقيم معها تحالفات لكننا سنكون من مناصري القائمات الناجحة في انتخابات التأسيسي. اما فيما يتعلق بقراءة حزب التكتل من اجل العمل والحريات لمستقبل البلاد السياسي فقد اعتبر ممثل الحزب في الانتخابات بدائرة منوبة عبد الرحمان الأدغم " انّ مسالة التحالفات الكلاسيكية غير واردة الان بقدر ما يستوجب على الاطياف الفائزة في العملية الانتخابية السعي الى تشكيل حكومة تضم مجموعة من القوى السياسية الفائزة لتجنّب الدخول في معارضة سلبية وبالنسبة للتعامل مع القائمات الظافرة بنسب تصويت هامة في انتحابات التاسيسي سيؤجل العمل معها الى ما بعد الاتفاق او التشاور مع القوى السياسية المعروفة والتي عارضت سابقا نظام بن علي".
رسالة
وفي قراءته للمشهد السياسي التونسي عقب الانتخابات لاحظ استاذ القانون الدستوري قيس سعيد ان مستقبل البلاد السياسي يفرض تشكيل تحالفات بين القوى البارزة غير انّ هذه التحالفات لم تظهر ملامحها بعد, كما انّ عمل الكتل السياسية سيتجه نحو التنظيم المؤقت للسلط العمومية مثل رئاستي الدولة والحكومة وتعيين أعضاءها. وأفاد سعيد بان طرح مسالة التحالف في هذه المرحلة يعكس إرادة قياديي النهضة على وجه الخصوص في تشريك اطياف سياسية اخرى خاصة وانّ الرسالة التي تحملها الحركة في بعض التصريحات الاعلامية هي انها لا تريد ان تتحمل بمفردها عبء هذه المرحلة والغاية من ذلك تمرير رسالة لطمأنة الراي العام حول بعض المسائل المطروحة والمتعلقة في باطنها بالحركة ومواقفها السابقة.