قصة معاناة لا تنتهي تعيشها عائلة السليطي بسليانة في انتظارخبرقد يغيرالكثيرفي حياتها بل قد يكون حدا فاصلا فيها.. عائلة دب فيها اليأس منذ 24 سنة بعد وفاة طفلتها»على النفاس» لتكتشف منذعامين فقط أنها مازالت على قيد الحياة ولكن أفرادها لم يتمكنوا منذ ذلك الحين من ملاقاتها أو الوصول اليها لأن طريقها كانت موصدة بإحكام فلم تتمكن العائلة لا عن طريق القضاء أوعن طريق المصالح المختصة من الوصول الى ابنتها رغم يقينها بأنها حية ترزق. والد الفتاة توفيق السليطي تحدث ل» الأسبوعي» فذكرأن معاناته انطلقت منذ يوم 2 ديسمبر 1987، ففي ذلك التاريخ وضعت زوجته توأما وهما هدى وسفيان بمستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة ولكن تم إعلامه من قبل المسؤولين بالمستشفى أن الطفلة فارقت الحياة فاستسلم للأمرالواقع وحاول الحصول على بعض الوثائق من المستشفى والتي تثبت وفاة ابنته ولكنه لم يحصل على شيء فلم يول الأمرأهمية كبرى الى حدود يوم 5 أكتوبر 2009 حيث توجه سفيان لاستخراج مضمون وفاة لشقيقته التوأم هدى من الدائرة البلدية بباب سويقة ولكنه صدم هناك من هول المفاجأة حيث اكتشف أنه لم يتم التنصيص على وفاة شقيقته بدفاترالحالة المدنية حيث استخرج لها مضمون ولادة يفيد أنها على قيد الحياة.
رحلة بحث
منذ ذلك التاريخ بدأ توفيق في رحلة البحث عن ابنته وتقدم في البداية بشكاية الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس1 يتهم فيها المستشفى باختطاف ابنته فتم توجيهه الى مصلحة الطفولة وهناك اكتشف توفيق أن ابنته مازالت على قيد الحياة وقد تم تسليمها الى عائلة ليس لها أبناء وهي تدرس بكلية بالعاصمة. ويقول توفيق في هذا الصدد:»لقد تم تمكيني من هذه المعلومات ولكن وتحت تأثيرات لا أعرفها تراجع فيها أصحابها خوفا من مقاضاتهم أو تحت تأثيرنفوذ العائلة التي تربي إبنتي»، وأضاف:» بناء على تلك المعلومات بدأت رحلة البحث بمفردي عن ابنتي بعد أن توجهت الى العنوان الذي تقطن به العائلة التي قامت بتربيتها بمنطقة المحمدية التابعة لولاية بن عروس وحسب ما استقيته من معلومات من الأجوار فإن العائلة ليس لها أطفال سوى ابنتي التي تواجدت بصفة فجئية بمنزل العائلة باعتبارهم لم يشهدوا حمل صاحبة المنزل أووضعها». وذكر محدثنا في نفس الإطار أنه تعرض الى تهديد ومحاولة قتل من قبل أحد معارفه الذي له يد حسب قول محدثنا في عملية اختطاف ابنته باعتبار أنه كان يريد منعه من البحث عنها.
المفاجأة
المنعرج الذي أكد أن هدى مازالت على قيد الحياة وهناك من يحاول التسترعلى ذلك ظهورمضمون وفاة لها بعد 24 سنة من وفاتها صدفة بعد التحركات التي قام بها والدها في محاولة للعثورعليها حيث استخرج لها سنة 2009 مضمون ولادة نص فيه على أنها حية ولكن سنة 2011 استخرج لها مضمون ولادة نص فيه على أنها توفيت يوم ولادتها حيث تمت إضافة هذه الملحوظة فقط بعد 24 سنة من وفاة هدى وبعد تفطن والدها الى كونها مازالت على قيد الحياة وأكد توفيق وجود تزويربوثائق الحالة المدنية وأضاف أنه اتصل ببرنامج تلفزي «المسامح كريم» قصد بث معاناته طمعا في لفت انتباه السلطات الى ذلك وبعد أن تم تسلم وثائقه من قبل معد البرنامج والإعداد لتسجيل حصة تلفزية خاصة به تم التراجع في ذلك وأكد توفيق وجود تدخلات منعت تسجيل الحصة وهو يطمع اليوم في إثارة ملف ابنته وفتح تحقيق قضائي يحدد المسؤولين عن اختطاف ابنته هدى التي حرم منها طوال 24 سنة كاملة واستعادة فلذة كبده.