يعيش جزء كبير من ولاية قابس على امتداد حوالي 4 عقود (منذ تركيز المركب الكيميائي بمنطقة غنوش ) وضعا خطيرا ان لم نقل اكثر نتيجة ما تفرزه مداخل معامل المجمع الكيميائي والكيميا والفليور من تلوث هوائي تاكدت مضرته لجميع الكائنات الحية وفي مقدمتها البشر والنباتات وبالخصوص القريبة منها بالاضافة الى روائحها المقلقة، ورغم بعض العمليات للتقليص من تأثيراتها كالترفيع في علو المداخن فالوضع لم يتحسن بالقدر المطلوب ومازال محل تذمر متساكني الجهة والجمعيات والمنظمات المهتمة بالبيئة المطالبين بضرورة القضاء على هذه الافة. إلى ذلك ونتيجة مصبات لحق الضرر بالثروة السمكية وهو ما تسبب في تصحر اكثر من 100 كلم مربع وهجرة جل انواع الحيتان حتى اصبحت الولاية تستورد حاجياتها من الاسماك بعد ان كانت في مقدمة المنتجين والممولة للمناطق المجاورة والمصدرة للخارج وبالتالي تقلص نشاط العاملين في قطاع الصيد البحري الذي لم يعد يشغل غير بعض المئات بعد ان كان الرقم بالآلاف من ابناء الولاية ومن كامل جهات الجمهورية. ونظرا لما تعانيه الجهة منذ عقود من التاثرات البيئية الخطيرة ومن الوعود العديدة التي لم تكن سوى مجرد مسكنات وقتية لاطالة عمر النظام السابق فالجميع يناشد مسؤولي ثورة 14 جانفي إيلاء الوضع البيئي بالولاية الاهمية التي يستحقها لمصالحة الجهة مع محيطها ويعيش متساكنوها في مناخ سليم.