تونس وات أعلن فتحي الفضلي مدير عام المنافسة والاسعار بوزارة التجارة والسياحة مساء أمس الاربعاء أنه لن يحصل اليوم الخميس اضطراب في التزود بمادة الخبز في كامل أنحاء البلاد. وأوضح أن الجيش الوطني قد تدخل امس لتوفير حوالي 44 طنا من مادة الخميرة الطازجة وحوالي 100 طن من الخميرة الجافة من مصنع الخميرة في جندوبة الذي يوفر 80 بالمائة من الانتاج الوطني للخميرة والذي يعرف منذ يوم الخميس الفارط اضطرابا كبيرا في توفير مادة الخميرة الاساسية في تصنيع الخبز. وأضاف أنه تم أيضا توفير حوالي 25 طنا من مادة الخميرة الطازجة من وحدة الانتاج بباجة 20 بالمائة من الانتاج الوطني. وبين أن هذه الكميات تكفي لتصنيع الخبز لبضعة أيام فقط في انتظار ايجاد حل جذرى ونهائي لهذا الاشكال مشيرا الى ان الاستهلاك اليومي للمخابز من مادة الخميرة يصل الى 60 طنا. وافاد انه تم التنسيق مع الغرفة الوطنية لاصحاب المخابز لتوزيع كميات مادة الخميرة على كافة المخابز بالبلاد. وكانت الغرفة قد اطلقت فى بلاغ اصدرته امس صيحة فزع من جميع اصحاب المخابز بكامل التراب التونسي حول فقدان مادة الخميرة التي تعتبر مادة اساسية فى صناعة الخبز. ودعت الغرفة الجهات المعنية الى معالجة هذا الوضع والتدخل السريع في أقرب وقت ممكن تفاديا لكل لاشكاليات وحتى لا تصل الامور الى ما لا يحمد عقباه ولضمان تزويد السوق بشكل عادي. وحذر رئيس الغرفة محمد بوعنان في تصريح ل: "وات" من احتمال عدم توفر مادة الخبز في كامل أنحاء البلاد انطلاقا من اليوم الخميس بسبب اضطراب التزويد بمادة الخميرة الاساسية في تصنيع الخبز. وأوضح أن ال 2800 مخبزة المتواجدة بكامل أنحاء البلاد غير مسؤولة عن امكانية فقدان الخبز وذلك بسبب تعطل سير العمل في الوحدة التي تتولى انتاج هذه المادة بفعل الاعتصامات والحركات الاحتجاجية التي أدت الى توقف عملية الانتاج. واستنكر تعمد حوالي 50 شخصا الاعتصام أمام مصنع السكر بجندوبة وبالتالي منع عمال مصنع الخميرة من الالتحاق بمكان عملهم. وأفاد أن النقص المسجل حاليا من مادة الفرينة يقدر بنحو 80 بالمائة مشيرا الى أن كل المخزونات من مادة الخميرة والتي هي على ذمة المخابز منذ يوم الخميس الفارط قد تم استنفاذها بالكامل . وتجدر الملاحظة أن 100 كلغ من الفرينة المعدة للخبز يتطلب اضافة 2 كلغ من الخميرة ويقدر الاستهلاك السنوي من الخبز حوالي 5ر6 مليون قنطار من الفرينة 75 بالمائة خبز كبير و25 بالمائة خبز صغير باقات. واستبعد مدير عام المنافسة والاسعار بوزارة التجارة والسياحة في الوقت الراهن امكانية اللجوء الى توريد مادة الخميرة من الخارج معتبرا أنه في حال تواصل تعطل نسق التزويد لمدة أطول فانه قد يقع اللجوء للتوريد من الخارج. وأضاف أن هناك مخزونات من الخميرة الجافة والصالحة لتصنيع مادة الخبز غير أن أغلب المخابز لا تحبذها باعتبار أن كلفتها ديناران في القنطار أرفع من الخميرة الطازجة. واكدت مراسلة "وات" بجندوبة استمرار توقف نشاط مصنع الخميرة رغم المفاوضات المتواصلة بين السلط الجهوية وادارة الشركة العامة للصناعات الغذائية معمل السكر بن بشير الذى يوجد بنفس مكان مصنع الخميرة. يشار ان معمل الريان لتصنيع الخميرة يشغل حوالي 150 عاملا بصفة مباشرة وقامت ادارة المصنع باستثمارات قاربت 40 مليون دينار لرفع انتاج هذه المادة من 10 الاف طن الى 30 الف طن سنويا.