تونس-الصباح : وقع الشائعات على المستهلك التونسي لا يزال يطرح الكثير من الاشكاليات لا سيما إذا ما أدت هذه الشائعات إلى تنامي اللهفة والاقبال المبالغ فيه على التزود بتلك المادة محور الشائعة خوفا من فقدانها أو الزيادة في سعرها... تلك هي الصورة تقريبا التي رافقت الفترة الأخيرة مادة الخميرة من خلال بروز اللهفة في صفوف أصحاب المخابز، التي اعتبرتها مصادر الوزارة مبالغا فيها لا سيما وأن الأمر لا يعدو سوى اضطراب طفيف في التوزيع مرده أن أحد مصانع الانتاج ومنذ 7 أسابيع دخل في عملية صيانة دورية لمدة لم تتجاوز 36 ساعة كانت كفيلة بظهور اللهفة لدى المخابز. وكانت وزارة التجارة قد أشارت في وقت سابق إلى توفر الكميات اللازمة من هذه المادة وطمأنت بذلك أصحاب المخابز أنه لا خوف على خبزهم خاصة وأن الديوان الوطني للتجارة تدخل على الفور ،وبمجرد ظهور بوادر اللهفة لدى أصحاب المخابز، عبر تدعيم العرض من خلال المخزونات المتوفرة والتي كانت في حدود 200 طن .إلى جانب ذلك تم تدعيم هذه المخزونات منذ أسبوع بتوريد 100 طن من الخميرة. هذا مع الإشارة إلى وجود 2 مصانع حاليا يوفران طاقة انتاجية في حدود 50 طنا في اليوم في حين يصل الانتاج السنوي إلى 16 ألفا و500 طن.أما معدل الاحتياجات الاستهلاكية فلا يتجاوز 12 الف طن سنويا ونجد قطاع المخابز من ابرز مستهلكي مادة الخميرة. مراحل الانتاج نشير أيضا أن انتاج مادة الخميرة يعد من بين أصعب الصناعات الغذائية وأشدها تعقيدا من منطلق التعامل مع كائن حي تنطلق من خلية وتمر بمراحل تغذية الخلية بمادة أولية (المولاس أو الدبس) ثم مراحل التخمير والتكييف والعزل مع ما تقتضيه كل مرحلة من درجات حرارة متفاوتة (بين 4 و121 درجة)... وهذا ما استنتجناه من خلال زيارة مصنع الانتاج بن بشير بولاية جندوبة يوم الخميس الفارط وما أشار إليه السيد حمادي الكعلي رئيس المؤسسة وجملة من الإطارات المشر فة على الانتاج. في السياق ذاته تحدث السيد حمادي عن توفر مادة الخميرة بالشكل الكافي وانتظام التزويد باستمرار وذلك منذ ادخال تحسينات على دورة الانتاج في المصنع خلال 2003 مكنت من رفع الانتاج من 10 آلاف طن سنويا إلى 12 ألفا. ويضيف السيد حمادي أن المصنع لم يتوقف عن الانتاج وحتى أعمال التوسعة الجارية حاليا للرفع من طاقة الانتاج فهي تتم بالتوازي مع تواصل نسق الانتاج بصفة عادية. وينتظر أن تتعزز الطاقة الانتاجية في الفترة القليلة المقبلة (3 أشهر) بعد الانتهاء من اللمسات الأخيرة لأعمال التوسعة ،لتصبح الطاقة الجملية للمصنع 30 ألف طن سنويا. التوجه إلى التصدير يستعد المصنع كذلك بعد الرفع في الطاقة الانتاجية إلى اقتحام غمار التصدير نحو البلدان المغاربية والافريقية.وفي ظل ارتفاع أسعار المادة الأولية لصنع الخميرة "المولاس" المتأتية أساسا من اللفت السكري،أشار السيد حمادي الكعلي إلى التوجه خلال الفترة المقبلة إلى انتاج المادة الأولية في المصنع بالإعتماد على تشجيع فلاحي المنطقة على زراعة اللفت السكري. وسيكون لهذا التوجه انعكاس إيجابي على المنطقة من خلال توفير ما يقارب الألف موطن رزق قار في القطاع الفلاحي هذا إلى جانب استغلال فواضل اللفت السكري بعد صناعة المولاس ،كعلف للأبقار...