سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أيّهما أفضل: تربية أولادنا على ثقافة القانون أم على ثقافة العواطف والمصالح الضيقة؟! بعد النّقاش الذي تخلّل حصّة «الأحد الرياضي» حول إقامة لقاء جندوبة والإفريقي برادس:
حمل إلينا الفاكس رسالة مذيّلة بإمضاء القارئ عبد اللطيف حدّاد من غمراسن أدرجها تحت عنوان: «حول ظهور السيد حسن عطية في حصة الأحد الرياضي»، وكال لي فيها أنا شخصيا ما طاب له واشتهى من التّهم الباطلة ظلما وبغير حقّ. نعم لقد صبّ هذا القارئ - سامحه الله - جام غضبه عليّ ووجّه لي وابلا من الشّتائم والعبارات الجارحة. كل ذلك لماذا؟ لسبب وحيد وهو أنّني وبكل بساطة تناولت القضيّة التي طفت في الأسبوع الماضي على السطح «حول إقامة لقاء جندوبة الرياضية والنادي الإفريقي بملعب رادس» وكانت محل متابعة ونقاش في الحصّة الأخيرة ل«الأحد الرياضي» من الناحية القانونية البحتة. فهل في ذلك عيب يا سيدي الكريم؟! فأنت تعلم مثلي ومثل كلّ التونسيين أنّ حصّة «الأحد الرياضي» يتابعها ملايين النظارة داخل أرض الوطن وخارجه ومن بينهم أولادنا الذين يشاهدون هذا البرنامج باهتمام بالغ. فماذا تفضّل يا سيدي؟ هل تفضّل أن نربّيهم على ثقافة القانون أم نعلّمهم ثقافة العواطف والمصالح الضيّقة على حساب القانون؟! أنا شخصيّا أفضّل تربيتهم على ثقافة القانون ولذلك تناولت المسألة من الجانب القانوني البحت دون أن يكون ذلك من باب الحقد على النادي الإفريقي كما أوردت في رسالتك. إنّها السّخافة بعينها أن تتّهمني بالحقد على النادي الإفريقي فأنا بريء من هذه التّهمة الحقيرة وما زاد عليها في رسالتك من سفاسف وصبيانيّات. ثم وفوق كلّ هذا وبعده عليك أن تدرك جيّدا بأنّ النادي الإفريقي لم يكن له أيّ ضلع في القضيّة لأنّها كانت ثلاثيّة بين جندوبة الرياضية والرابطة والجامعة. أمّا النادي الإفريقي فلم تكن له لا ناقة ولا جمل في تعيين الملعب الذي سينزل فيه ضيفا على جندوبة. الرابطة كان عليها في بداية الأمر أن تفرض على جندوبة مواصلة اللعب على ميدانها ثم غلقه تماما إلى ما بعد كأس إفريقيا للأمم خصوصا وأنّه ليس أتعس حالا من ملعب جرجيس بشهادة الجميع. ولماذا كان على الرابطة أن تتّخذ هذا القرار؟ لسبب بسيط ووجيه وهو احترام مقتضيات الفصل 146 من القوانين العامّة: فهذا الفصل كما ترى يا سيدي يفرض على النادي الذي تجري بملعبه أشغال أن يعلم الجامعة (أو الرابطة) بذلك قبل 10 أيّام على الأقلّ من موعد المقابلة حتى لا يكون عرضة لاعتباره منهزما بالغياب، وتتولى الجامعة (وليس النادي المعني) تعيين الملعب من محض اختيارها. غير أنّ جندوبة فوّتت على نفسها الأجل المحدد وأشعرت الرابطة بمسألة الأشغال قبل أقل من 10 أيام، فجاء بالتالي تعيين ملعب رادس بمثابة الخرق الصارخ للقانون!؟ كما أنّ الرابطة خرقت أيضا الفصل 47 من القانون الداخلي الذي لا يسمح لها باتخاذ قرار مماثل الا بحضور 7 أعضاء من مكتبها التنفيذي وهذا لم يحصل! وكما ترى فإن تعيين لقاء جندوبة والنادي الإفريقي بملعب رادس كان مخالفا لمقتضيات القانون. وحتى الاجتماع الذي التأم يوم الخميس 20 ديسمبر بمقر الجامعة (اليوم الثاني للعيد) وضمّ رئيس الجامعة الطاهر صيود ونائبه كمال بن عمر ورئيس اللجنة الفيديرالية للتحكيم عبد السلام شمّام ورئيس لجنة الرابطات أحمد علولو، كان مخالفا بدوره للقوانين لأنه لا يشكّل اجتماعا للمكتب الجامعي في غياب النصاب القانوني ولا يشكّل أيضا اجتماعا للجنة التصرّف لأن أحمد علولو لا ينتمي إليها مثلما ينص على ذلك الفصل 36 من النظام الأساسي للجامعة الذي يفترض حضور 4 أعضاء من لجنة التصرف، وها هو النصّ أمامك بعد أن قامت الجامعة بتعريب القانون الأساسي: لذا هل تريدني أن ألازم الصمت إزاء الخروقات القانونية، أم أقول الحقيقة كما فعلت؟ إن المبادئ والثوابت التي تربّيت عليها لا تسمح لي بالنفاق والسكوت عن التجاوزات رغم أنّني أحترم كثيرا جندوبة الرياضية والنادي الإفريقي وغيرهما من الأندية، ولذلك قلت الحقيقة ودافعت عن حرمة القانون. وأكيد أن السادة القرّاء سيتفهّمون موقفي وجرأتي على قول كلمة «لا» كلّما اقتضت الحاجة ذلك ولكن دون تشنّج أو انفعال وانما بكل رصانة وهدوء واتزان. أليس كذلك؟