يتواصل بالضاحية الشمالية للعاصمة الملتقى الأول للفنون بتونس الذي تنظمه الشبكة الأورومتوسطيّة للثقافة من الخميس 8 الى السبت 10 ديسمبر الجاري. والشّبكة المذكورة تتكون من ناشطين على المستوى الثقافي يمثلون 21 دولة وينتمون لهياكل عمومية وجامعات ومراكز بحوث ومنظمات غير حكومية بأوروبا وبدول المتوسط. ويهدف هذا الملتقى إلى التعاون وتبادل التّجارب بين الفنانين والفاعلين على المستوى الثقافي بالمنطقة. وينتظر أن يفتتح الملتقى صباح اليوم بحضور كل من وزير الثقافة عزّ الدين باش شاوش ورئيس الشبكة الأورومتوسطيّة للثّقافة وهو كاتب ووزير خارجية ألبانيا سابقا بيسنيك موستفاج وكذلك المندوب العام للشّبكة ومدير الجمعية من أجل التّنمية الثقافية الأوروبيّة والعالمية فريديريك جامبو. وكان برنامج اليوم الأول لهذا الملتقى قد ضم عدة ورشات عمل. اهتمت الورشة الأولى بالفنون الحية وتطرح للنقاش عدة قضايا من بينها دور الفنان في مجتمع العولمة ومعنى الفن في القرن الحادي والعشرين وكيف يتوقع أن يكون موقع الفنان ووظيفته في ظلّ التحولات الاجتماعيّة المتسارعة إلخ... أما الورشة الثانية فتخصص للفنون البصرية والملتيميديا ومن أبرز الأسئلة التي تطرح بالمناسبة نذكر دور التكنولوجيات الحديثة في دمقرطة الإنتاج الفني وكيف يمكن للوسائل الحديثة أن تخفف من تكاليف المنتوج الفني وأن تجعله يصل للجميع بعد أن كان حكرا على النخب. الورشة الثالثة والأخيرة التي تنظم خلال نفس الملتقى تهتم بالعلاقة بين الشركات والثقافة. والسؤال المحوري الذي يطرح في إطار هذه الورشة كيف يمكن تقريب المسافات بين المستثمرين الخواص وبين عالم الفنون والثقافة. ومن ابرز ما يستوقف المهتم في برنامج أمس الخميس العرض المسرحي من لبنان الذي يحمل عنوان ألف وردة ووردة. برنامج اليوم (الثاني للملتقى) يضم بالخصوص وبالتوازي مع أشغال الملتقى التي تكون في شكل جلسات مفتوحة عرضا موسيقيا من ألمانيا يجمع بين عدة ألوان موسيقية من بينها «السول» و»الراب» و»الآرآن بي» وغيرها. اما اليوم الثالث للملتقى فيخصص لمعرض للإبداعات الفنية ويقع بالمناسبة تقديم مئات المشاهد المصورة عن طريق الفيديو وقع انتقاؤها للغرض. ومن المقرر بهذه المناسبة اختيار مشاريع فنية تحظى بمباركة الشبكة الأورومتوسطية وخلع لقب «فنون الملتقى» عليها. طبعا ينتظر أن تخرج عدة توصيات عن هذه البادرة التي تختتم بعرض مسرحي فلسطيني ويتوقع أن يشفع الملتقى بدورات أخرى. وإذ تكمن أهمية هذه التظاهرة في أنها واحدة من التجارب الشاهدة على رغبة في الحوار والتقارب بين أوروبا وبلدان المتوسط فإنها تتميز بالخصوص بمحاولتها طرح السؤال الثقافي في زمن بات فيه السياسي يطغى على كل شيء. الثقافة بوابة الإنسان على عالم القيم والجمال ينزلها أصحاب التظاهرة كما هو واضح من خلال البرنامج في قلب الحدث.