لم يخف المسرحي الهاوي شاكر اليعقوبي استياءه من الواقع المتردي لهذه الشريحة من الناشطين في قطاع الفن الرابع رغم وجود عدد كبير من المواهب التي لها من الطاقات والإمكانيات ما يؤهلها لتقديم الإضافة للمسرح وقد استدل على رأيه هذا بما واجهه من معاناة وتهميش وصعوبات خلال مسيرته ونشاطه في الميدان منذ أكثر من عقد بعد أن انطلقت تجربته في إطار مدرسي... ثم انتقل للنشاط في إطار المسرح الهاوي بدار الثقافة بالدهماني التابعة لولاية الكاف استطاع خلالها أن يمثل ويخرج ويكتب سيناريو عدد هام من الأعمال المسرحية التي لاقت استحسان المتلقي وأهل الاختصاص على حد السواء على غرار مسرحيات «سرقة» التي شاركت في عديد المهرجانات الصيفية والتظاهرات الثقافية خلال سنة 2007. وأكد شاكر اليعقوبي أنه خلال تجربته في دار الثقافة المذكورة آنفا كان وراء استقطاب وتشجيع تكوين عديد الأسماء حتى أن البعض منهم أصبح الآن محترفا بعد التخصص في دراسة المسرح بالمعهد الأعلى للفنون المسرحية. وعدد محدثنا جملة العراقيل التي واجهها وغيره من المسرحيين الهواة على اعتبار أنه مسرحي عصامي التكوين ولا يحمل شهادة جامعية في الاختصاص نظرا للظروف الصعبة التي مر بها في حياته وحالت دون إتمام دراسته الجامعية في الميدان كعدم السماح له بالاستفادة من مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف الذي يرى أنه كان أجدى أن يكون مفتوحا للهواة والمواهب من أبناء الجهة إضافة إلى ما تعرض له من تعد وسرقات لأعماله خاصة منها التي كتبها وعرضها على بعض الأطراف إما بحثا عن الدعم أو المساعدة حيث يقول :» حبي وولهي بالمسرح الذي مارسته في المدرسة ثم في تعليمي الثانوي كان العامل الذي دفعني للبحث عن فرص التكوين في الميدان من أجل تطوير إمكانياتي لأني على ثقة من قدراتي على الإقناع والإبداع والنجاح إذا ما وجدت الظروف الملائمة. فلو لم توصد في وجهي أبواب التكوين والعمل والتشجيع لكنت فاضل الجعايبي جديد لكن برؤية مختلفة ومبتكرة في المسرح التونسي ولتمكنت من إحداث منعرج حاسم في تاريخ المسرح بإمكانياتي المتواضعة خاصة أني استفدت كثيرا من بعض الأسماء التونسية من خلال العمل معها من بينها منير العرقي وجمال المداني في «أولاد العم» وغيرهم من المسرحيين في تونس. لكني صرت الآن أكثر إصرارا من أي وقت مضى على التمسك بهدفي في تحّيز مكانة في الوسط المسرحي خاصة والثقافي عامة».
خطوات للتحدي
من جهة أخرى اعترف شاكر اليعقوبي أن جل أعماله في المسرح الدرامي كان يحرص في تجسيدها على عدم استسهال طرح المواضيع الاجتماعية والمسائل الشائكة. كما أوضح أنه وفي ظل الصعوبات لا يزال متمسكا بتحقيق مطمحه المسرحي وأنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لمسرحية جديدة «من أنتم» نصه وإخراجه التي يعالج فيها برؤية جديدة جملة من المواضيع الراهنة التي تتمحور حول مفاهيم الأرض والخير والشر والصراع على الكراسي. وتجدر الإشارة إلى أن التدريب على هذا العمل يدور في ظروف جد صعبة مثلما أكد ذلك شاكر اليعقوبي حيث يقول :» كامل فريق العمل في المسرحية الجديدة يتدرب في مخزن مخصص للبضائع بأريانة وأنا أستغرب كيف تغلق دور الثقافة والشباب ظهر الجمعة والسبت وكامل يوم الأحد لتحرم عددا كبيرا من الأطفال والشباب والهواة في مختلف الميادين الفنية والثقافية من النشاط. ولطالما طالبت بفتح هذه المرافق أمامنا للعمل ولكن دون جدوى».