تعرف بتلقائيتها وتتهم بسلاطة لسانها ولكنها في النهاية جرئية ترفض المهادنة والتملق تقول الحقيقة دون مساحيق، ما يميّزها حضور البديهة وطلاقة اللسان الى جانب البشاشة، ليلى الشابي المتحدية الثائرة، نسافر معها في صلب غضبها وفي خضم أفكارها المتمردة. كيف تنظر ليلي الشابي الى الواقع الثقافي الحالي؟ عن أي واقع ثقافي تتحدث، الفترة التي نمر بها شديدة الضبابية فالرؤية غير واضحة ولا أدل على ذلك من أن المسألة الثقافية مغيبة تماما في صلب المجلس الوطني التأسيسي. ألم يقع التطرق الى هذا الشأن البتة؟ لقد تابعت كل المداولات ولم أجد حرفا واحدا قيل حول الثقافة، الوحيد الذي أثار موضوع حركية الابداع هو المنصف شيخ روحو وأنا أشكره على ذلك أما البقية فصموا أذانهم وصمتوا. هل ترين دلالة على ذلك؟ هو عدم الاكتراث أو لأقل احتقار المثقف، فكان المبدع وجرأته تقلق الدستور الصغير وحتى بعض المنتمين الى القطاع الثقافي والذين انتصبوا على كراسي المجلس لم نر منهم بصيص ثقافة واحد ولو خافتا. ما هو رد فعلك على كل ذلك؟ أقول لكل هؤلاء ان الثقافة هامة في تاريخ الشعوب ولا ازدهار لدولة الا بأزدهار مثقفيها، فالوحيد الخالد هو المثقف انه كبير بفكره وحجمه واشعاعه. نراك شديدة الغضب؟ نحن نعيش من وجود هذه الأعمال واذا غابت أصبحت بطالة. كل القطاعات تحركت الا القطاع الثقافي لقد بقي جامدا وأقول هذا بألم شديد لأنني أرى عديد المبدعين يغبنون حقوقهم وتتلاشى أصواتهم ويكملون حياتهم في وضعيّات مزرية والأمثلة على ذلك عديدة: الزين موقو، رضا القلعي، صفية الشامية، عيسى حراث قدم الكثير ولكن طيشوه خدم المرمّة وهذا عين العار في حق الفنان، ما نراه هو تكريم إن وجد وهذا الأمر يضحكني فالممثلة المصرية شويكار قالت ذات مرة أنا أحتاج الى المال لا الى التكريم. ولكن ما هي الحلول التي تقترحينها؟ أولا الفنان لا يجب أن يبقى تحت كلكل النظام، الفنان ليس مهرج الحاكم، يطبّل لينال المال، يجب أن يتوفر للمبدع مرتب محترم لأنه صورة البلاد، أجر شهري وتغطية صحية حينئذ يمكن ان يقدم أعمالا هامة فصاحب الموهبة لا يجب أن يضيع «اذا ما خدمش». وعن المسرح تحديدا ماذا تقولين ونحن على أبواب دورة جديدة من أيام قرطاع المسرحية؟ ليفهم الجميع أن المسرح استشراف والفاهم يفهم ماذا تقول ليلى الشابي عما يتعرض اليه المبدع من اعتداءات وتكفير؟ هذه الظاهرة تستفحل ولم تكن موجودة وتتحمل مسؤوليتها الحكومة اذ وجب تأمين الفنان، فلماذا يحمى اللاعب والحكم في الملاعب ويستثنى الفنان من ذلك، أين الأمن الذي يجب أن يمنع الاعتداء على الفنان وأخشى أن ما يقع هي عبارة عن رسائل خايبة برشة توجه للمبدع وللإبداع. هل تعرضت الى مثل هذه الأشياء؟ لقد تلقيت عديد التهديدات وكل ما أقوله أن الخوف هو من الله وحده، الموت يأتي مرة واحدة وأرحب بالموت اذا كان من أجل أشياء نبيلة. ماذا تقولين لوزير الثقافة الجديد؟ إن شاء الله ما يعملولوش وزير وراه أدعوه أن يكون صاحب مشروع وأقول له: المبدع في تونس لا يجب أن يطبّق عليه قانون الوزارة الأولى. لو نختم بالحديث عن جديدك؟ أقدم عرضا للأطفال بعنوان «جسر المحبة» نص عادل الولهازي واخراج محمد علي دمّق، وفكرت في «وان ومن شو» لكنني كرهت الفكرة إذ أن كلّ من هب ودب دخل هذا النمط وتعسف عليه فأفقده قيمته. ما هو عنوان هذا العمل؟ «فيهاواو» وقد أعود لأحيّنه وأصارحك أنه يتحدث عن الثورة التي باغتتني ولم أكن مرتاحة لأواصل الكتابة، وهو يبني على ايقاع «هلمّوا هلمّوا» وسألعب فيه دور البطولة الى جانب نصيرة بوعمود وأبنتي وهيبة. اذن الأقربون أولى بالمعروف وأبنتي أولى من البراني كما يفعل بعض رجال السياسة؟ لا، ليس بهذا المفهوم اننا نفتقر الى مبدعات ممثلات وأرى في وهيبة صورة النجاح اذن أما لي الدار يززيو.