كيف تودع تونس الليلة الأخيرة من سنة 2011 وتستقبل الليلة الأولى من سنة 2012؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين من محبي السهر وكذلك من رافضي حفلات البذخ والاحتفاء بنهاية السنة الإدارية. في تونس الثورة هل اختلفت طقوس الاحتفالات برأس السنة في ظل تراكم الديون وتراجع الاقتصاد الوطني بعد فترة الاضطراب التي عاشتها البلاد؟ واجهات المحلات وزينتها تفترض العكس فيما تطغى على برامج النزل والمطاعم الفاخرة الأسماء الفنية المتوقع حضورها لإحياء سهرات بداية العام الجديد وأغلب هذه الأطباق الفنية يطغى عليها اللون المحلي. في هذا السياق قال صابر الرباعي إنه سعيد بالاحتفال مع جمهوره التونسي ببداية عام 2012 مضيفا أنه لا يخشى محاولات البعض تكفير الفنانين وتحريم الحفلات إيمانا منه بأن تونس للجميع وحرية الفرد حق يفرضه القانون ومن يرغب في السهر لن يمنعه أحد ومن يريد العكس فله ذلك. مقابل ذلك يلاحظ غياب أسماء عربية كبيرة في رأس السنة الإدارية حيث اكتفت النزل والمحلات الراقية ببرمجة الفنانة دينا حايك في مدينة سوسة والفنان ريان في احد فنادق الضاحية الشمالية بالعاصمة وهما من مطربي لبنان ذوي الأجر المنخفض مقارنة بنجوم الدبكة ملحم بركات ونجوى كرم وراغب علامة وفضل شاكر. الحضور التونسي في سهرات رأس السنة هذا العام واضح جدا حيث يرافق مروان علي الفنانة دينا حايك في سهرتها إلى جانب حضور كل من الممثل جعفر القاسمي والمطربة أسماء بن أحمد وفي طبق فني آخر تشارك الفنانة منيرة حمدي نور شيبة سهرته فيما يلتقي الكوميدي رياض النهدي أيمن لصيق وخريجة ستار أكاديمي بدرية السيد في حفل خاص بسوسة أمّا رواد مدينة الحمامات فيسهرون مع ألفة بن رمضان وغازي العيادي وأنيس لطيف وهيفاء الفرجاني في حفل مشترك. فهل تكون حفلات رأس السنة الجديدة بداية مثمرة لفنّاني تونس بعد أن ارتفعت أسهمهم في السوق المحليّة وأصبحوا ضمن قائمة المطلوبين للغناء أم أنّ مخلفات الثورة بالنسبة لأغلب الفنادق كانت وراء الاستعانة بالتونسيين خاصة وأن أغلب نجوم لبنان ونجوم روتانا وميلودي فضلوا على ما يبدو أموال دبي وأجواء بيروت ربما إلى أن تتضح الصورة في تونس.